من ضابط فرنسي تخرّج من إحدى أعرق المؤسسات العسكرية إلى أحد أبرز الأصوات المدافعة عن الكرملين داخل أوروبا، تختصر سيرة كزافييه مورو مسار تحوّل أيديولوجي حاد حوّل عسكريًا سابقًا إلى فاعل في منظومة الدعاية الروسية.
وبعد أكثر من 25 عامًا من الإقامة في موسكو، أدرج مورو على القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي، بتهم تتعلق بنشر التضليل والترويج للأخبار الكاذبة؛ دعمًا لروسيا.
ووفق ما أورده موقع "20 مينيت" الفرنسي، فإن العسكري السابق، المقيم في روسيا منذ ربع قرن، يوظف موقعه الإلكتروني "Stratpol" ومداخلاته الإعلامية للدفاع عن السردية الروسية.
وأعلن الاتحاد الأوروبي، الاثنين، حزمة عقوبات جديدة استهدفت أفرادًا وكيانات متهمة بدعم موسكو في حربها على أوكرانيا. وكان من بين الأسماء المدرجة كزافييه مورو، وهو مواطن فرنسي روسي، وصفه وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو بأنه "ناقل لدعاية الكرملين داخل أوروبا".
ويبلغ مورو 54 عامًا، وهو ضابط سابق تدرّب في مدرسة سان سير العسكرية الشهيرة، وخدم في الجيش البري الفرنسي حتى عام 1999، قبل أن يتجه لاحقًا إلى مجال الاستشارات الأمنية.
ومع مطلع الألفية، انتقل إلى روسيا حيث بدأ نشاطه في الأعمال، مقدمًا خدمات استشارية لشركات غربية. وهو متزوج من امرأة روسية، وأب لعائلة، حصل على الجنسية الروسية عام 2013. وبعد عام واحد، شارك بصفة "مراقب أجنبي" في استفتاءات الضم التي جرت في القرم ودونباس، بحسب قناة "تي أف 1".
ويُقدَّم مورو في الأوساط الإعلامية على أنه رجل أعمال ومحلل استراتيجي، وسبق أن قدّم برامج على قناة "روسيا اليوم فرنسا"، قبل إغلاقها عام 2023.
كما أسس "مركز التحليلات السياسية الاستراتيجية (Stratpol)"، وهي منصة ينشر عبرها محتوى وتحليلات تصب في صالح الموقف الروسي.
وفي تسجيل مصور بتاريخ 26 سبتمبر، تحدث مورو عن "مذبحة بوتشا المزعومة"، مستخدمًا توصيف "أوكرانيا الكييفية"، بينما كان يجلس أمام كوب يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأصدر العسكري السابق عدة كتب، من بينها "روسيا العظمى الجديدة" عام 2012، و"أوكرانيا، لماذا أخطأت فرنسا" عام 2015، بمقدمة لعضو البرلمان الأوروبي عن حزب التجمع الوطني تييري مارياني، إضافة إلى كتابه الأحدث "أوكرانيا: لماذا انتصرت روسيا".
ويرتبط اسم مورو بأوساط اليمين المتطرف في فرنسا، حيث يظهر بانتظام على قنوات مثل "تي في ليبرتيه" و"إيجاليتيه إيه ريكونسيلياسيون"، التابعة للكاتب آلان سورال، الذي تصفه صحيفة "ليبراسيون" بأنه من المقربين منه. وكان من المقرر أن يشارك في مؤتمر بمدينة كولمار في يناير المقبل تحت عنوان "أوكرانيا: النصر الروسي وإعادة تشكيل النظام الدولي".
وعقب إدراج اسمه ضمن قائمة العقوبات، علّق مورو في مقابلة مع "روسيا اليوم" من موسكو قائلًا: "اتخذوا هذا القرار لترهيب من يقولون الحقيقة عما يجري في أوكرانيا"، مضيفًا أنه تلقى "تهاني" من أنصاره بعد صدور العقوبات.