علنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، عن نشر طواقم منظومات صواريخ "يارس" النووية الأرضية المتنقلة، على مسارات دوريات قتالية في سيبيريا، وتنفيذها للمناورات والتدريبات المتنوعة.
وقالت الوزارة في بيان: "انتشرت طواقم منظومات صواريخ يارس الأرضية المتنقلة في سيبيريا، على مسارات دوريات قتالية ضمن مناورة مُجدولة".
وأردف البيان: "وقد غادرت المركبات الكبيرة مواقعها المُخصصة وبدأت المسير، بما في ذلك المسير الليلي".
وأشارت الوزارة إلى أن طواقم الصواريخ، خلال مهامها القتالية في المواقع الميدانية، تدربت على عشرات المهام، كما نفذ سائقو المركبات المختلفة عمليات مناورة مكثفة على طول مسارات الدوريات القتالية، وقاموا بتناوب المواقع الميدانية ونشر كتائب الصواريخ، بحسب "سبوتنيك".
وتدربت طواقم منظومات يارس على المعدات الهندسية للمواقع الميدانية، والتمويه، والأمن القتالي.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أنه تم استخدام طائرات إيليرون المسيرة، لحماية المنظومات الصاروخية على طول مساراتها.
وأكدت الوزارة أن مثل هذه التدريبات تُسهم في تحسين تدريب الأفراد وتماسك وحدات وتشكيلات قوات الصواريخ الاستراتيجية.
وفي نوفمبر اختبرت موسكو منظومة صواريخها النووية الحديثة، المعروفة بالثالوث النووي، والمكونة من "بوريفيستنيك، بوسيدون، ويارس"، في خطوة وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"التاريخية".
ويأتي هذا الاختبار في إطار جهود موسكو لتعزيز الردع الاستراتيجي في مواجهة التحديات الغربية وحرب أوكرانيا، وسط استعدادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجراء تجارب نووية جديدة.
البداية، كانت بعد إعلان بوتين في 26 أكتوبر الماضي نجاح اختبار صاروخ "بوريفيستنيك"، الذي قطع مسافة 14 ألف كيلومتر، والتحليق نحو 15 ساعة.
ويعتبر بوريفيستنيك أول صاروخ كروز في العالم يعمل بالطاقة النووية عبر مفاعل صغير يولد حرارة لدفع الهواء، بالإضافة إلى أنه مصمم للطيران على ارتفاعات منخفضة لمسافات طويلة وحمل رؤوس نووية.
وفي 29 أكتوبر الماضي، أعلن بوتين نجاح اختبار طوربيد "بوسيدون"، المصمم للغوص حتى عمق يزيد على كيلومتر واحد، بسرعة 60 إلى 70 عقدة.
ويبلغ طول الطوربيد أكثر من 20 مترًا، وقطره نحو مترين، ويعمل بمفاعل نووي صغير يمنحه مدى عمليًا غير محدود.
كما سبق أن أعلنت روسيا عن صاروخ "يارس" (RS-24)، الذي يُعد العمود الفقري للقدرة النووية الروسية، ويبلغ طوله 22.5 متر، ووزنه 49 ألف كغم، بمدى يتراوح بين 2000 إلى 10500 كم، ويحمل ما يصل إلى 10 رؤوس نووية مستقلة التوجيه، كل منها بقوة 300 كيلو طن.
وأجريت مناورات نووية استراتيجية روسية في 22 أكتوبر، شملت إطلاق صاروخ يارس من قاعدة بليسيتسك، وصاروخ سينيفا من غواصة بريانسك، إضافة إلى صواريخ مجنحة من طائرات "تو-95".
وشملت الاختبارات قياس الأداء على مدى المسافات الطويلة، والدقة، وقدرات المناورة والتجاوز الدفاعي، بما يعكس جهود موسكو لتعزيز الردع الاستراتيجي أمام الغرب.
ويتميز الصاروخ بالسرعة العالية عند إعادة الدخول، والتي تتجاوز 20 ماخ، ودقة متميزة مع خطأ محتمل لا يتجاوز 150 مترًا، إضافة إلى قدرة المناورة ونشر الطعوم المضادة للصواريخ الدفاعية.
وتمثل هذه الأسلحة محاولة لإعادة التوازن الاستراتيجي مع الغرب، إذ تجمع بين المدى غير المحدود لكل من "بوريفيستنيك" و"بوسيدون" وقدرة "يارس"، على اختراق الدفاعات، ما يزيد الضغوط على أنظمة الدفاع الصاروخي الغربية ويجعل أي مواجهة مباشرة مع الثالوث النووي الروسي أمرًا معقدًا للغاية.