"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال

logo
العالم

الحزب الديمقراطي الأمريكي.. ماذا بعد الخسارة "المدوية"؟‎

الحزب الديمقراطي الأمريكي.. ماذا بعد الخسارة "المدوية"؟‎
تركز الصورة على كامالا هاريس وهي تقف خلف جو بايدنالمصدر: رويترز
09 نوفمبر 2024، 5:05 م

فجر السيناتور الديمقراطي عن ولاية فيرمونت، والمرشح الرئاسي الأسبق بيرني ساندرز، نقاشا عاصفا داخل حزبه بعد الخسارة المدوية أمام الجمهوريين بقيادة دونالد ترامب.

وأعلن ساندرز في رسالة لقيادة الحزب الأقدم في تاريخ الولايات المتحدة أن "الديمقراطيين أغفلوا طلبات الطبقة العاملة من الناخبين الأمريكيين ولم يراعوا غضب هؤلاء بالقدر الذي راعى مصالح ورغبات الأثرياء الداعمين الكبار للحزب، ولذلك كانت هذه هي نتائج الحزب الديمقراطي في انتخابات الثلاثاء".

 وأضاف في رسالته: "الأمريكيون غاضبون ومن حقهم ذلك"، وهو التعبير الأكثر وضوحا من جانب قيادات الحزب الديمقراطي في تعليقاتهم العلنية عن خسارتهم المتتابعة في انتخابات الثلاثاء.

مركز فرز أصوات في الانتخابات الأمريكية

 

وحتى الآن على الأقل هذا الخطاب القاسي من رجل لطالما نظر إليه على أنه أيقونة الحزب الديمقراطي، هو جزء من نقاش عميق بدأ يظهر للعلن بين أجنحة الحزب فيما بعد نتائج الثلاثاء الصادمة.

ويعتقد الديمقراطيون أن الحزب انحاز بصورة كاملة لخطاب تيار اليسار فيه، واتخذ من أجندته قاعدة أساسية لخطابه الانتخابي.

وهذا الابتعاد عن الخطاب الوسطي للحزب الديمقراطي هو الذي أوجد هذه الهوة الواسعة بين خطاب الديمقراطيين وطبقة الأمريكيين العاديين والعاملين.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي جو بايدن

بايدن يتعهد بانتقال "سلمي ومنظم" للسلطة مع ترامب

 
ويقول هؤلاء إن الاستراتيجية التي اعتمدها الحزب بالتركيز الكامل على قضايا الحريات والديمقراطية لم تكن ناجحة بالمرة.

وأشاروا إلى أن "ذلك كان على حساب القضية الانتخابية الأولى في نظر الأمريكيين في المرحلة الحالية وهي مناقشة ما يعرف بقضايا طاولة الطعام وهي التي تعتبر لصيقة بالمعاناة اليومية للأمريكيين العاملين، ومنها بصورة خاصة قضايا التضخم وأسعار المواد الأساسية وفواتير الكهرباء والدواء".

ووفق السيناتور  ساندرز: "لقد أهمل الحزب الديمقراطي في خطاباته هؤلاء الناس واحتياجاتهم، وهؤلاء هم من يصنعون الفارق في أي سباق انتخابي عادة. 

بيرني ساندرز

سيناتور ولاية فيرمونت الذي ترشح في مناسبتين سابقتين لانتخابات الرئاسة في  الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي 2016 ضد هيلاري كلينتون والعام 2020 ضد جو بايدن قبل انسحابه من السباقين، يقول إن "نتائج الثلاثاء لايمكن للديمقراطيين وصفها بالمفاجأة العظيمة بل من وجهة نظره لقد كانت أمرا متوقعا".

ما يقول به سيناتور فيرمونت هو ما قال به كذلك سيناتور ولاية وست فرجينيا جو مانشين الذي رفع هو الآخر بشأن خسارة الديمقراطيين للناخبين الوسطيين.

 وقال مباشرة في أعقاب إعلان نتائج الانتخابات ليلة الثلاثاء الماضي، إن الوسطيين هم من يملكون ميزان القوى في الانتخابات، مشددا على أن هذا التيار من الأمريكيين هو الذي حدد الجهة الفائزة في انتخابات الثلاثاء.

دونالد ترامب

 

والسيناتور مانشيني كان أول من أثار هذا الانقسام في وجهات النظر بين الديمقراطيين عندما عارض علنا ما وصفه وقتها بانحياز الرئيس بايدن لأجندة اليسار.

وأوجد ذلك أزمة داخل الحزب والمجموعة الديمقراطية داخل مجلس الشيوخ انتهت بسيناتور وست فرجينيا إلى الاستقالة من الحزب الديمقراطي وإعلان نفسه مستقلا قبل أن يقرر عدم التقدم للانتخابات مجددا؛ وهو ما أدى لخسارة مقعد ولاية وست فرجينيا.

وكان ذلك واحدا من أسباب خسارته الأغلبية في مجلس الشيوخ إضافة لخسارة سباق البيت الأبيض.

في الجانب الآخر يقول الجناح التقدمي في الحزب، إن مشكلة الحزب الأساسية في هذه الانتخابات أنه لم يدفع بقوته الكاملة في تقديم أجندته المتحررة بصورة كاملة من خلال محاولته الإبقاء على صوت قوي للقضايا التقليدية للحزب على طاولة النقاش على مسرح الحملة الانتخابية في اللحظة الحاضرة المؤلمة للديمقراطيين.

ويقول العضو الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت جون لارسون: "سيكون هذا التحدي الأكبر الذي سيواجهه الحزب وذلك من خلال محاولة تجاوز الخصام والانقسام القائم حاليا بين جناحي الحزب المتصادمين.

وهذا الخلاف ليس جديدا في سماء الحزب الديمقراطي بل يعود إلى أكثر من عام إلى الوراء عندما انقسم التقدير بينهم بشأن الموقف من حرب غزة التي يعتقد كثير من قيادات الحزب أنها أحد الأسباب الرئيسة لخسارة الحزب في انتخابات الثلاثاء بسبب الاختلافات التي ظهرت إلى السطح حتى بين الكتلة التشريعية للحزب داخل مجلسي النواب والشيوخ.

بايدن ونتنياهو بالبيت الأبيض في يوليو الماضي

 

ووفق أعضاء في التجمع التقدمي الديمقراطي فإنهم حاولوا مرارا دعوة إدارة بايدن إلى مراجعة سياساتها في الشرق الأوسط من خلال سلسلة الرسائل الموقعة والموجهة لها حول الدعم العسكري لإسرائيل واستخدام قوات الجيش الإسرائيلي الأسلحة الأمريكية في غزة، إضافة إلى التعجيل بإنهاء الأزمة الإنسانية المترتبة عن الحرب في المنطقة.

ويرى هؤلاء أن الإدارة لم تأخذ تلك الرسائل بالجدية الكافية، لكن ذلك لم يمنع ظهور الانقسام بين جناحي الحزب خلال الشهور الماضية تجاه عدة قضايا.

فيما يقول الديمقراطيون الوسطيون إن تركيز الحزب على مسألة الحريات والحقوق بصورة مبالغ فيها على حساب القضايا اليومية أظهره في صورة الحزب غير  المنشغل باهتمامات الناس اليومية والمعاناة المتكررة في حياتهم خلال الأربع سنوات الماضية.

وهذا القدر الذي رآه كثير من الناخبين بأن الحزب الديمقراطي بات مركزا على أجندة جناح اليسار وبعيدا تماما عن الطبقة العاملة التي لطالما شكلت قاعدته الشعبية الواسعة وحاملته إلى منصات التتويج في سباقات البيت الأبيض والكونغرس أو حتى على مستوى الإدارات والمجالس المحلية في الولايات.

 العضو الديمقراطي توم سوزي الذي نجح في المحافظة على مقعده بمجلس النواب عن ولاية نيويورك يقول بعد فوزه: "الحزب الديمقراطي يعاني في هذه الأوقات الصعبة لأنه ربط نفسه بأجندة تيار اليسار".

أما العضوة الديمقراطية بمجلس النواب عن ولاية كاليفورنيا سارة جاكوبس فصرحت: "على الحزب الديمقراطي أن يقوم بشيء جدي لمعرفة لماذا فشل خطابه في الوصول إلى الأمريكيين ولماذا فشل في التعبير عن  فئة واسعة من الناخبين".

أخبار ذات علاقة

مجلس الشيوخ الأمريكي

هكذا تعزز سيطرة الجمهوريين على "مجلس الشيوخ" رئاسة ترامب

 هذه الاتهامات المتبادلة علناً بين جناحي الحزب الديمقراطي ومن قبل ديمقراطيين نجحوا في المحافظة على مقاعدهم في مجلسي النواب والشيوخ، تظهر حجم الخيبة الكبيرة التي وجد الحزب الديمقراطي نفسه يواجهها بعد نتائج انتخابات كانت مخيبة له في جميع السباقات سواء منها تلك التي تخص العاصمة واشنطن من رئاسة وغرفتي الكونغرس.

ومن خلال السباقات المحلية في الولايات، يظهر التفوق المريح للجمهوريين في الفوز بأغلبية، لكن لا أحد يعرف حتى الآن إلى ماذا سوف ينتهي هذا النقاش الديمقراطي بجزئيه العلني والداخلي.

الكونغرس

كما أنه لا أحد يعلم ما هو تصور الحزب للعودة إلى واشنطن في المرحلة المقبلة بعد خسارة البيت الأبيض ومجلس الشيوخ ومغادرة الرئيس بايدن البيت الأبيض لتقاعده السياسي، بدءا من العشرين يناير المقبل وعودة الرئيس ترامب للمكتب البيضاوي لمباشرة مهامه بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC