logo
العالم العربي

"نيويورك تايمز": حماس أمام خيار قبول خطة ترامب أو مواجهة مصير قاسٍ

استقبال الرئيس ترامب لنتنياهو في البيت الأبيضالمصدر: رويترز

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن حماس ليس لديها خيار سوى قبول خطة ترامب للسلام أو مواجهة العواقب، مع وصف الصحيفة للخطة بأنها "صفقة تاريخية لإحلال السلام" بعد عامين من العنف، لكنها تحمل في جوهرها إنذارًا مباشرًا للحركة.

وأكدت الصحيفة أن ترامب صرّح بأن الولايات المتحدة ستمنح إسرائيل الضوء الأخضر "لفعل ما يتوجب عليها فعله" في حال رفضت الحركة الموافقة على الاتفاق، مضيفًا أنه سيكون رئيسًا مؤقتًا لمجلس مسؤول عن إعادة تطوير غزة، وأن إسرائيل ستحصل على "دعمه الكامل لإكمال مهمة تدمير التهديد الذي تشكله حماس".

كما أشارت الصحيفة إلى أن الظهور المشترك للرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض جاء كرمز للوحدة، رغم علامات الإحباط التي بدا عليها ترامب تجاه نتنياهو، وفي وقت يشعر فيه العالم بالقلق من استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

بنود الخطة وموقف حماس

وذكرت الصحيفة أن الخطة تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، يمنح حماس 72 ساعة لإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياءً وأمواتًا، مقابل الإفراج عن 250 سجينًا محكومًا عليهم بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 1700 غزي اعتُقلوا بعد مجزرة 7 أكتوبر 2023؛ كما تنص الخطة على العفو عن أعضاء حماس الذين يتخلون عن أسلحتهم بعد إطلاق سراح الرهائن.

أخبار ذات علاقة

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش

"فشل دبلوماسي مدوّ".. أول تعليق من سموتريتش على خطة ترامب

وأشارت الصحيفة إلى تحفظات حماس، حيث صرح طاهر النونو، أحد كبار المسؤولين، بأن الحركة لم تُستشر في صياغة الخطة ولم تكن جزءًا من المفاوضات، وأنها لن تقبل بنودًا تحدد مستقبلها في حكم غزة أو تنزع سلاحها؛ ما يترك مستقبل الاتفاق غير مؤكد ويزيد احتمالية تكثيف إسرائيل لحملتها العسكرية بدعم كامل من الولايات المتحدة.

كما أوضحت الصحيفة أن الخطة تلزم حماس بعدم لعب أي دور في إدارة غزة مستقبلًا، فيما ستسحب إسرائيل قواتها تدريجيًّا مع الحفاظ على منطقة عازلة واسعة داخل القطاع، وفق تصريحات نتنياهو، لكنها لم تتضمن أي مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية، بل أقرّت بأن الدولة هي "طموح الشعب الفلسطيني" وأن الظروف قد تتهيأ لاحقًا لمسار موثوق في حال إعادة إعمار غزة وتنفيذ السلطة الفلسطينية برنامج إصلاح شامل.

إدارة غزة والدور الشخصي للرئيس الأمريكي

ذكرت الصحيفة أن غزة ستدار بموجب الخطة من قبل لجنة تسمى "مجلس السلام"، سيكون ترامب رئيسها، مع مسؤولية إعادة تطوير القطاع حتى تتأكد الولايات المتحدة من قدرة السلطة الفلسطينية على تولي زمام الأمور؛ ومن بين الأعضاء الآخرين في المجلس، رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

أخبار ذات علاقة

نتنياهو وترامب في البيت الأبيض

"هآرتس": تطبيق خطة ترامب في غزة بعيد المنال

وأشارت الصحيفة إلى تعليق آرون ديفيد ميلر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، بأن الخطة تعتمد بشكل كبير على الدور الشخصي للرئيس، وأن تنفيذها سيتطلب دعمًا استثنائيًّا من الولايات المتحدة والتفاوض على كل بند بدقة.

كما نقلت الصحيفة تصريحات إليوت أبرامز التي أكدت أن الحملة العسكرية الإسرائيلية وضعت حماس في موقف ضعيف قد يضطر قادتها إلى قبول الصفقة لإنقاذ حياتهم.

كما لفتت الصحيفة إلى أن الاقتراح شجع الفلسطينيين على البقاء في غزة والمشاركة في إعادة إعمار القطاع، حيث صرح ترامب بأن الفلسطينيين "لن يُجبروا على المغادرة وسيُمنحون فرصة لبناء غزة أفضل". 

وأشار إلى أهمية بعض العقارات على الواجهة البحرية للقطاع، معبّرًا عن أسفه لسيطرة الفلسطينيين السابقة عليها.

الموقف السياسي لنتنياهو والآفاق المستقبلية

وفقًا للصحيفة، أكد نتنياهو أن الاقتراح يحقق أهداف حرب إسرائيل ضد حماس، مشيرًا إلى أنه سيقرر ما إذا كانت الحركة ملتزمة بالاتفاق، وقال: "إذا رفضت حماس الخطة أو إذا قبلتها ظاهريًّا ثم بذلت قصارى جهدها لمواجهتها، فإن إسرائيل ستُنهي المهمة بنفسها؛ يمكن القيام بذلك بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة".

أخبار ذات علاقة

جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي

"التعاون الخليجي": خطة ترامب لإنهاء حرب غزة تستحق الإشادة والمساهمة

ورأت الصحيفة أن الخطة تمنح نتنياهو فرصة سياسية لتخفيف الضغط الداخلي قبل الانتخابات المقبلة، خاصة في مواجهة خصومه من اليمين، كما تصور مساعدوه الخطة على أنها "انقلاب إستراتيجي" يُخرج إسرائيل من العزلة الدبلوماسية ويضع حماس في عزلة إقليمية، مع الإفراج عن جميع الرهائن والسماح لاستمرار العمليات العسكرية في غزة.

لكن الصحيفة أوضحت أن بضع علامات استفهام لا تزال قائمة، بما في ذلك قبول حماس، وعدم وجود ضمانات لإنشاء دولة فلسطينية، وشروط صارمة على السلطة الفلسطينية. وأكدت أن الإدارة الأمريكية تنتظر رد قطر من حماس، وأن الموافقة ستتطلب محادثات دقيقة لتنسيق إطلاق الرهائن والمواقع العسكرية الإسرائيلية، مع استعداد فريق التفاوض الإسرائيلي للسفر إلى الدوحة لمزيد من اللقاءات.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC