خطة ترامب للسلام في غزة تبدو واعدة على الورق.. لكن خلف هذا الإعلان، 5 مشاكل كبرى قد تقرر النجاح أو الفشل، وتكشف لنا حقيقة الوضع على الأرض.
العقبة الأولى هي الثقة المفقودة بين الطرفين.. إسرائيل وحماس يعيشان في حالة من الشك المستمر، وأي تراجع عن الالتزامات قد يؤدي فورًا إلى انهيار الاتفاق.. التاريخ القريب يذكرنا بذلك، فوقف إطلاق النار السابق لم يستمر سوى شهرين قبل أن يتراجع عنه الطرفان.
العقبة الثانية تكمن في عدم التماثل.. الخطة تطلب من حماس تسليم جميع الأسرى والأسلحة دفعة واحدة، بينما تمنح إسرائيل قدرًا كبيرًا من المرونة.. هذه الفجوة تجعل قبول الاتفاق محفوفًا بالمخاطر، وقد تدفع حماس إلى رفض الشروط حفاظًا على وجودها السياسي والعسكري.
العقبة الثالثة هي غموض التنفيذ.. التفاصيل حول القوة الدولية التي ستشرف على غزة، وجدول الإصلاحات، والهيئات المدنية المكلفة بإعادة الإعمار، غير واضحة.. هذا الغموض يثير تساؤلات حول قدرة أي جهة على ضمان الالتزام بالخطة، ويضع التنفيذ في منطقة مجهولة محفوفة بالمخاطر.
العقبة الرابعة هي تجاهل الضفة الغربية.. أي اتفاق شامل لا يمكن أن يتجاهل الضفة، التي تشهد توسعًا مستمرًا للمستوطنات؛ ما قد يجعل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة أمرًا مستحيلًا.. هذه الثغرة تزيد من احتمالات تجدد الصراع، وتضع أي خطة تحت ضغط التوتر اليومي على الأرض.
وتكمن العقبة الخامسة في المشكلات الداخلية داخل إسرائيل؛ فحكومة نتنياهو تضم أحزابًا يمينية متشددة قد ترفض أي تنازل جوهري؛ ما يضع الاتفاق تحت ضغط سياسي داخلي شديد. وأي محاولة لتطبيق الخطة ستواجه مقاومة حقيقية من داخل إسرائيل نفسها، وربما تُعرّض الاتفاق للفشل حتى قبل أن يبدأ.
في النهاية؛ قد تفتح خطة ترامب للسلام نافذة لإيقاف المعاناة في غزة، لكنها تبقى محفوفة بالمخاطر والتحديات. ونجاحها يتطلب شفافية كاملة، وضمانات دولية فعلية، فضلًا عن ضغط مستمر من الوسطاء لضمان التزام جميع الأطراف.
