قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية اتفقوا أن الدولة العبرية بين أربعة مسارات عمل محتملة في قطاع غزة.
والمسؤولون الكبار هم وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان الجنرال إيال زامير، ورئيس الشاباك رونين بار، ورئيس الموساد ديدي برنياع.
وذكرت الصحيفة أن المسارات الأربعة التي تم تحديدها على خلفية الانفجار الكبير في اجتماع ليلة أمس الثلاثاء للكابينت، تشمل وقف الحرب، ومواصلة إطلاق سراح الرهائن، وهزيمة حماس، والخيار المفضل، هو تسريع العملية الحالية.
ووفق التقديرات الإسرائيلية تستمر هذه الأجواء بضعة أشهر، وبعدها سيتم إجراء تقييم جديد للوضع. ويفضل الجيش توزيع المساعدات إذا لزم الأمر، لكن مع تقليصها.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، يرفض الجيش الرد على الاتهامات والإهانات التي وجهتها الحكومة إلى رئيس الأركان ووزير الدفاع، وبالذات من قبل الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وياريف ليفين، حتى بعد العناوين المثيرة التي أثارتها المناقشة في كل وسائل الإعلام العبرية خلال اليوم الأربعاء.
وأول المسارات الأربعة: "وقف إطلاق نار مستقر ودائم، وفقًا لمطالب حماس، الذي من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح جميع أو معظم الرهائن".
ويتطلب هذا الخيار مغادرة الجيش للقطاع وتحصل حماس وقتها على ضمانات دولية وأمريكية بعدم تجدد إطلاق النار.
أما المسار الثاني، كما تورد الصحيفة، فيتضمن سلسلة من عمليات إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار على مدى أسابيع أو أشهر، وفي الوقت نفسه تتم صياغة خطة "لليوم التالي" في قطاع غزة.
أما المسار الثالث للجيش في غزة فهو حاسم ويعني شن هجوم كبير بقوات من عدة فرق، تسيطر خلاله القوات على معظم القطاع وتبقى مسيطرة عليه حتى هزيمة حماس في النهاية.
وفيما يتعلق بالمسار الرابع، فيتحدث عن مواصلة تكثيف وتسريع القتال تدريجيًا وفقًا للمخطط الحالي، مع تقديم الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية لسكان غزة.
ووفق التقرير العبري، فالهدف من المسار الرابع هو دفع سكان غزة إلى الانتفاضة ضد حماس، وبالتالي تحقيق إطلاق سراح الرهائن دفعة واحدة.
ويتضمن هذا الخيار خطة متفقا عليها مع إدارة ترامب، ومع الوسطاء الإقليميين ودول عربية أخرى، حول ما يسمى "اليوم التالي".
كما أورد التقدير الإسرائيلي، فإن لكل هذه المسارات إيجابيات وسلبيات. وأكثرها خطورة التي تبقي على سلاح حماس، حتى لو لم تبق بالسلطة، وهذا أمر مستبعد إسرائيليًا.
وهناك ما خطير أيضا بالنسبة لإسرائيل وهو الوصول لهدنة طويلة لعدة سنوات، وتعتبره تل أبيب استسلامًا لما أسمته استراتيجية الاختطاف، وقد تؤدي إلى موجات من الاختطاف في إسرائيل وخارجها.
بخلاف أن الامتثال لمطلب حماس الآن بوقف القتال يفتح المجال لفرض تنازلات سياسية وإقليمية على إسرائيل تعرض وجودها للخطر، وفق تقدير مصادر بن يشاي في يديعوت أحرونوت.
وبحسب إشارة التقرير العبري، فحتى لو وافقت إسرائيل على "وقف إطلاق نار مستقر ودائم"، قد تتصرف كما تفعل حاليًا في لبنان حتى هزيمة حماس على طريقة حصار حزب الله.
وتستبعد التقديرات الإسرائيلية المختلفة أن تترك حماس والجهاد المختطفين والجرحى، بل سيحتفظان ببعضهم باعتبارهم "بوليصة تأمين" لديهما في حالة استئناف إسرائيل القتال ضدهما أو مطالبة الوسطاء بنزع سلاحهما.
ولكل هذه الأسباب، يعتقد الجيش الإسرائيلي أن وقف الحرب هو الخيار الأقل تفضيلاً.
وبالنسبة للخيار الحاسم، فيتضمن تعبئة كبيرة لقوات الاحتياط تصل إلى عشرات الآلاف، وهو ما سيسمح بدخول عدة فرق قتالية إلى قطاع غزة بأكمله في وقت واحد.
وبحسب التقديرات، فإن الجيش سوف يسيطر على معظم القطاع فوق الأرض خلال أسبوع أو أسبوعين.
في حين يفرض حصارًا على المناطق الإنسانية في المواصي والمخيمات المركزية، التي لم يدخلها الجيش حتى الآن خوفًا من إيذاء الرهائن.
ولهذا الخيار ميزة الحسم وهزيمة حماس، لكنه يصل بإسرائيل للاهاي سريعًا، وهذا مقلق لكثير من صناع القرار في تل أبيب.