يرى خبراء أن تحذيرات انتعاش تنظيم داعش في ظل الفراغ الأمني بسوريا بدأت تتحول إلى حقيقة ملموسة، خاصة بعد هجوم التنظيم الأخير في دير الزور الذي أسفر عن مقتل 5 عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية".
ويُرجع الخبراء سبب هذا الانتشار إلى عدة عوامل، أبرزها انتقال عناصر سابقة من التنظيم إلى مناطق تحت النفوذ التركي أو السوري المؤقت، حيث يتمتعون بمرونة حركة تسمح لهم بإعادة تنظيم صفوفهم.
كما يشيرون إلى أن استغلال التنظيم للوضع الأمني الهش بعد سقوط النظام السوري، بالإضافة إلى وجود دعم غير معلن من أطراف تسعى لإفشال المفاوضات بين "قسد" ودمشق، قد ساهم في تصاعد العمليات الإرهابية مؤخرًا.
في هذا السياق، قال رئيس منظمة كرد بلا حدود، كادار بيري إن المسألة لا تتعلق بوجود فراغ بعد سقوط النظام السابق في منطقة البادية السورية والمناطق التي كانت تحت سيطرة إيران والنظام معًا في تلك المنطقة.
وأشار إلى أن الكثير من عناصر تنظيم داعش كانوا في صفوف ما يسمى الجيش الوطني التابع لتركيا، قد انتقلوا من مناطق رأس العين وتل أبيض، وكذلك أحرار الشرقية الذي انتقل بكامله إلى دير الزور والبادية.
وأضاف لـ "إرم نيوز" أن الكثير من عناصر تلك التنظيمات كانوا يتبعون لتنظيم داعش وبعضهم أمراء، بالتالي إن ما يحدث اليوم ما هو إلا تلبية لنداء قادة التنظيم وانتقامًا لهزيمتهم الأولى، ظنًا منهم بأنهم سيكونون قادرين على ضرب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أو إنهائها، وفق تعبيره.
وأوضح أن السماح لهؤلاء بالتنقل ضمن المناطق الواقعة تحت النفوذ التركي ومناطق نفوذ الدولة السورية المؤقتة، يؤشر بأن لديهم هامش حرية في التنقل إلى جانب صلاحيات للعمل من أجل عدم استقرار تلك المنطقة، ما قد يعرقل الاتفاقات والحلول المبرمة السابقة والحالية.
من جانبه، قال الباحث السياسي الكردي إبراهيم مسلم إن التحالف الدولي قدم إلى سوريا لمحاربة تنظيم داعش بالتعاون مع قسد.
لكن اللافت، وفق مسلم، أن معظم المناطق التي تم استهداف التنظيم فيها لا تزال تحوي خلايا التنظيم، وهذا مثبت بدليل استغلالهم لمرحلة ما بعد سقوط النظام السوري وتنفيذ عدة عمليات.
وأضاف أن آخر أعمالهم تفجير كنيسة مار إلياس بالدويلعة في دمشق وباعتراف الحكومة المؤقتة، هذا الأمر يفتح العديد من التساؤلات، على سبيل المثال، لماذا لا يتم تسلل للتنظيم في مناطق الجيش الوطني المدعوم تركيًا؟
وأوضح أن أحداث السويداء الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بمسألة الانتهاكات، قسم كبير منها حمل بصمة داعش.
وأشار إلى أن أطرافا خارجية ومن خلال تقديم دعم غير معلن، تحاول إفشال مفاوضات قسد/ دمشق؛ لأن هذه المفاوضات خرجت من أيادٍ إقليمية إلى أيادٍ دولية، ففرنسا أصبحت راعية بدعم أمريكي ودولي.
وختم حديثه بالقول إن هناك حالة استياء من تدويل القضية السورية؛ لأن تدويلها أخرج اللاعبين الإقليميين من المشهد، والمؤكد أن قسد رغم كل ذلك ما زالت حريصة على إنجاح اتفاق 10 مارس الماضي، وفق تعبيره.