من يسهّل عودة داعش إلى الشمال السوري؟.. سؤال بات يفرض نفسه بقوة بعد العملية النوعية التي نفذها التحالف الدولي في مدينة الباب شمالي سوريا.
العملية لم تكن مجرد مداهمة لخلية إرهابية، بل ضربة استخباراتية مُركبة كشفت ما هو أعمق.. وثائق رسمية صادرة عن السجل المدني، عُثر عليها بحوزة أحد أمراء داعش الكبار، ضياء الحرداني، الهارب من العراق منذ عام 2017، والذي كان يقيم بأمان في مناطق تخضع لسيطرة "الجيش الوطني" المدعوم تركيا.
تلك الوثائق التي تعود لدائرة الأحوال المدنية في إدلب، عُثر عليها داخل منزله في الباب، حيث النفوذ التركي المباشر عبر فصائل محلية، فمن منح هذا الإرهابي هوية مدنية؟ ومن يتيح له التنقل في مناطق يُفترض أنها تحت رقابة مشددة؟
مصادر خاصة تشير إلى أن معلومات العملية جاءت من الاستخبارات العراقية، لكن السر الأكبر كان داخل المنزل.. مستندات رسمية سورية تطرح تساؤلات عن اختراق محتمل لمؤسسات الدولة، أو تواطؤ من يدور في فلكها.
الأخطر أن داعش لا يتحرك منفردًا، بل يبدو أنه يستند إلى شراكات غير مباشرة من أطراف داخل "الجيش الوطني"، تُؤمّن له المأوى والوثائق وخطوط التحرك، تعاون غير معلن وفق مراقبين لكنه ملموس في الميدان.
في الخلفية يُحذر المبعوث الأممي من أن عناصر داعش ربما اخترقوا مؤسسات الدولة الأمنية، ويشاركون في القتال في الجنوب متخفين بزي رسمي.
الاتهامات تتجه نحو الفصائل المدعومة تركيًا، لكن آخرين يشيرون إلى تراخي الدولة في ضبط الأمن ببعض المناطق الحساسة، في ظل هذا التداخل الغامض بين السلطة والفوضى.