logo
العالم العربي

رسائل لبنانية حازمة لإيران حول السيادة ونزع سلاح "حزب الله‎"

رسائل لبنانية حازمة لإيران حول السيادة ونزع سلاح "حزب الله‎"
علي لاريجاني في مؤتمر صحفي بعد لقاءات في البرلمان اللبنانيالمصدر: أ ف ب
13 أغسطس 2025، 8:45 م

وجّه لبنان، رسمياً، رسائل شديدة اللهجة وانتقادات لاذعة للموقف الإيراني بشأن نزع سلاح حزب الله خلال اللقاءات التي أجراها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني، مع رئيس الجهورية جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام.

وأبلغ عون لاريجاني، أن لبنان يرفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، معتبرًا أن اللغة التي استخدمها بعض المسؤولين الإيرانيين مؤخرًا "غير مفيدة"، مؤكدًا أن الصداقة بين لبنان وإيران يجب أن تشمل جميع اللبنانيين، لا أن تقتصر على طائفة أو مكوّن واحد، مشدداً على أنه لا يُسمح لأي جهة بحمل السلاح أو الاستقواء بقوى خارجية.

أخبار ذات علاقة

علي لاريجاني من بيروت

من بيروت.. لاريجاني يطلق عبارات تثير حساسية لبنانية

كما استنكر سلام التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين إيرانيين، معتبرًا أنها تشكل انتهاكًا لمبدأ احترام السيادة المتبادل، مؤكدًا أن لبنان لن يقبل بأي تدخل في شؤونه الداخلية، مشددًا على أن قرارات الحكومة اللبنانية يصنعها اللبنانيون وحدهم ولا تخضع للنقاش الخارجي.

أخبار ذات علاقة

لاريجاني خلال زيارته ضريح حسن نصرالله

لاريجاني: العداء لـ"حزب الله" دليل على تأثيره الكبير

وتعليقًا على زيارة لاريجاني لبيروت، قال المحلل والباحث السياسي اللبناني، علي شندب لـ "إرم نيوز"، إن "لبنان كان بحاجة لهذه الزيارة أكثر من إيران التي سبقتها تصريحات لمسؤولين إيرانيين والتي بدت وكأنها صادرة من زمن ما قبل الحرب الإسرائيلية على لبنان وإيران، حيث بدا لاريجاني الذي تولى مؤخرًا رئاسة المجلس الأعلى للأمن القومي، أكثر دبلوماسية من كبار دهاقنة السياسة  الخارجية الإيرانية وهو يحاول رتق الفتق الذي أحدثه زملاؤه في طهران".

وأشار شندب إلى أن لبنان الرسمي بدا أمام إيران يمتلك فائضًا كبيرًا من السيادة، فحرص على التأكيد أن علاقته مع إيران يجب أن تقوم على أسس دولة لدولة، لا عبر أي مكوّن سياسي أو طائفي محدد.

أخبار ذات علاقة

الجيش اللبناني

بعد زيارة لاريجاني للبنان.. هل يقود نزع سلاح "حزب الله" إلى صدام داخلي؟

وأوضح أن المسؤولين اللبنانيين يتعاملون بقدر كبير من الحساسية مع العلاقات مع إيران، خاصة في ظل التوتر بين رئيسي الجمهورية والحكومة من جهة، وحزب الله والثنائي الشيعي من جهة أخرى.

وبين أن الرئيسين (عون وسلام) يواجهان ضغوطاً خارجية وداخلية، حيث تمارس واشنطن ضغوطاً لاستغلال الظرف الراهن لانتزاع النفوذ الإيراني من لبنان، فيما ترى بعض القوى الداخلية أن هذه الفرصة قد تتيح تغيير موازين القوى، ليس فقط بإنهاء ملف سلاح حزب الله، بل أيضاً بإضعاف ذراعه السياسية في البرلمان المقبل، مشيرا إلى أن التحولات المتسارعة في الإقليم، ربما تشكل زيارة لاريجاني فرصة لطهران كي تعيد تموضعها ومقاربتها تجاه لبنان.

أخبار ذات علاقة

خلال اللقاء بين رئيس الوزراء اللبناني ورئيس مجلس الأمن القومي الإيراني

نواف سلام للاريجاني: لبنان لن يقبل التدخل في شؤونه الداخلية

وحول دلالات اختيار لاريجاني زيارة لبنان كمحطة أولى بعد تكليفه بقيادة مجلس الأمن القومي الإيراني، أوضح شندب، أن لاريجاني يريد التأكيد على مكانة إيران الإقليمية بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية لمنشآتها النووية في يونيو/ حزيران الماضي.

وقال شندب، إن التباين الواضح بالمواقف الرافضة والمؤيدة لزيارة لاريجاني إلى بيروت أظهرت أن إيران لا تزال محل انقسام عمودي بين اللبنانيين، ما لم تغيّر نهجها الطائفي وتتجه نحو سياسة حسن الجوار والانفتاح على جميع القوى ومكوّنات المشهد السياسي، بدلاً من محاولة اختراقها.

أخبار ذات علاقة

علي لاريجاني في بيروت

استقبال "فاتر" للاريجاني في بيروت وسط توتر سياسي (فيديو إرم)

من جانبه، قال الخبير السياسي المصري أحمد عطا لـ "إرم نيوز"، إن لبنان الرسمي وجّه رسائل واضحة إلى لاريجاني لا تحتمل التأويل بشأن قرار الحكومة بملف نزع سلاح حزب الله وحصره بيد الدولة مفادها أن لا مساومة ولا نقاش بشأن القرار، رافضاً السماح لأي دولة بالتدخل بهذا القرار.    

وأضاف عطا، أن لبنان سينجح في إيجاد صيغة سياسية جديدة لإعادة صياغة العلاقات مع إيران تحفظ أمنه واستقراره تقوم على عدم التدخل بشؤونه الداخلية بما ينسجم مع المتغيرات الدولية والإقليمية التي شهدتها المنطقة بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة وإيران.

وأشار إلى الموقف اللبناني يرسم ملامح المرحلة المقبلة في البلاد من دون سلاح حزب الله وغياب دوره العسكري في الجنوب.

واعتبر الخبير المصري، أن لاريجاني لا يحمل رسائل مباشرة من أمين عام حزب الله نعيم الذي تشير تقارير إعلامية إلى أنه يقيم في العاصمة الإيرانية طهران بهدف حمايته من محاولات إسرائيلية قد تطال حياته.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC