الجيش الإسرائيلي ينسف برج الرؤية في مدينة غزة

logo
العالم العربي

حسابات متضاربة.. انقسام عراقي تجاه الحرب الإيرانية الإسرائيلية

حسابات متضاربة.. انقسام عراقي تجاه الحرب الإيرانية الإسرائيلية
شيعة عراقيون يشاركون في احتجاج ضد الضربات الإسرائيلية على...المصدر: رويترز
18 يونيو 2025، 8:22 ص

يثير الانقسام في العراق تساؤلات عن قدرة بغداد على إدارة موقف متوازن وسط حرب مفتوحة بين حليفها الإيراني وخصمها الإسرائيلي، في وقت تسعى فيه قوى شيعية إلى تعبئة الشارع لمساندة طهران.

أخبار ذات علاقة

مبنى مجلس النواب العراقي

البرلمان العراقي يدين استغلال أجوائه لضرب إيران

 وعقد البرلمان العراقي جلسة طارئة وسط أجواء مشحونة يوم الثلاثاء، سبقتها تظاهرات نظمتها ميليشيات مسلحة طالبت بتقديم الدعم المالي والإعلامي والإغاثي لإيران.

وتنقسم الأوساط العراقية حيال آلية التعاطي مع الحرب بين طهران وتل أبيب، إذ ترى قوى "شيعية" ضرورة مساندة إيران عبر تظاهرات ورسائل تضامن وتوفير دعم لوجستي وإعلامي، بينما تحذر قوى أخرى من مغبة الانجرار إلى مواجهة غير محسوبة قد تجعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات.

ولم تتفاعل القوى السنية مع حراك جهات وأطراف سعت خلال الأيام الماضية إلى خلق حالة ضاغطة عبر خطابات وتصريحات وفعاليات شعبية لدعم إيران، متمسكةً بموقف واضح يقوم على النأي بالنفس وتحييد مناطقها عن أي تصعيد.

خطر الاندفاع

الباحث في الشأن السياسي محمد التميمي يرى أن "اندفاع بعض قوى الإطار التنسيقي لدعم إيران يُعد خطوة محفوفة بالمخاطر، لأنه قد يحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات بالوكالة".

وقال التميمي لـ"إرم نيوز" إن "القوى السنية تتبنى سياسة الحياد، وتعتبر أي تصعيد مغامرة غير محسوبة قد تعيد الأزمات الأمنية والسياسية إلى الواجهة، لذلك فهي تدعو الحكومة إلى توحيد الموقف الرسمي وضبط الخطاب بعيدًا عن المزايدات الحزبية".

وترى قوى منضوية ضمن الإطار التنسيقي وبعض الميليشيات المسلحة أن من "الواجب الأخلاقي والسياسي" رد الدين إلى إيران، التي قدّمت دعمًا حاسمًا للعراق خلال الحرب ضد تنظيم داعش، بحسب تصريحات قادة هذه القوى في مقابلات وبيانات إعلامية متفرقة.

وتشدد هذه الأطراف عبر خطاباتها على أن الوقوف مع طهران في أزمتها الحالية هو واجب "رد الجميل" لعدم السماح بتركها وحيدة أمام إسرائيل وحلفائها.

وفي الوقت الذي يرى فيه نواب ضرورة اقتصار الدعم على التحشيد والاستنكار، يُلمح آخرون إلى ضرورة اتخاذ "إجراءات ميدانية"، في إشارة إلى التدخل العسكري.

ويشير مختصون إلى أن الدعم الإيراني للعراق خلال معارك داعش جاء ضد عدو إرهابي مشترك يحظى بإجماع وطني ودولي، وكان القتال يجري داخل الأراضي العراقية لحماية المدن والحدود.

أخبار ذات علاقة

عناصر من تنظيم داعش

تحذير دولي: داعش بدأ تنفيذ "خطة العودة" في سوريا والعراق

 أما اليوم، فإن الدعوات لمساندة طهران تأتي في مواجهة إسرائيل، الدولة المدعومة من الولايات المتحدة، وفي نزاع يدور خارج حدود العراق، ما يجعل أي انخراط مباشر أو غير مباشر مغامرة تتجاوز قدرات البلاد ومصالحها الداخلية.

انزواء كردي

أما القوى الكردية فبدت غير مكترثة بما يحصل في المنطقة، حتى أن الاجتماع الذي عقده ائتلاف إدارة الدولة (يضم جميع الأحزاب المشتركة في الحكومة) يوم الاثنين، شهد كلمة لممثل الأكراد النائب الثاني لرئيس البرلمان شاخوان عبدالله، تناولت أزمة رواتب موظفي الإقليم، معتبرًا أن "تجويع أكثر من مليون موظف قضية لا تقل خطورة عن أي أزمة إقليمية".

وأكد عبدالله أن "الوفد الكردي في الاجتماع شدد على أولوية معالجة ملف الرواتب قبل أي ملف آخر" رغم أن محور الاجتماع كان مناقشة الحرب بين إيران وإسرائيل.

بدوره، قال الباحث في الشأن السياسي خالد العرداوي إن "الدعم العراقي عمومًا ليس بالمستوى المطلوب قياسًا بحجم الحدث ومخاطره المحتملة، ويعود ذلك لحالة الصدمة التي تعيشها معظم القيادات السياسية أمام سرعة تطور الأحداث وقسوتها".

أخبار ذات علاقة

غارات إسرائيلية تستهدف قلب العاصمة الإيرانية طهران

العراق يفعل حالة الطوارئ تحسباً لخطر قصف النووي الإيراني

 وأضاف العرداوي لـ"إرم نيوز" أن "القيادات تجد نفسها في حيرة واضطراب بين التعامل مع إيران التي تمر بمرحلة حرجة بعد الضربات الإسرائيلية، أو إيران التي قد تخرج بانتصار تاريخي يعيد رسم موازين القوى".

وأشار إلى أن "الحكومة ومعظم القوى السياسية لا تلتزم الحياد بين طهران وتل أبيب، بل تعلن إدانتها لإسرائيل وتأييدها لطهران، لكنها عمليًّا عاجزة عن تقديم دعم عسكري خشية انتقال النار إلى الداخل العراقي، كما أن قدراتها السياسية والاقتصادية محدودة ولا تسمح لها بالتأثير في مسار الحرب أو إيقافها".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC