في ظلّ التغيرات المناخية المتسارعة التي تضرب الزراعة في أوروبا، كشفت دراسة فرنسية حديثة أنّ تقليص كمية العشب الطازج في علف الأبقار الحلوب قد يُضعف بشكل ملحوظ جودة الأجبان المحلية، بل ويؤثر على طعمها وقيمتها الغذائية.
الدراسة التي أجراها باحثون من "المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية والغذائية والبيئية" بالتعاون مع معهد "فيتاغرو سوب"، ونُشرت في مجلة Journal of Dairy Science خلال شهر أيار، سلّطت الضوء على "الدور الأساسي" للعشب في تغذية الأبقار الحلوب، خصوصاً في مناطق المراعي الجبلية مثل "الكتلة الجبلية الوسطى" (ماسيف سنترال) في فرنسا.
ومع تصاعد موجات الجفاف التي تقلّص إمدادات العشب الطبيعي، يلجأ المزارعون إلى تعويض النقص باستخدام الذرة والقش المخزّن، وهي بدائل قد تؤثر سلباً على جودة الحليب والجبن.
واختبر الباحثون تأثير هذا التغيير من خلال تغذية أربع مجموعات من الأبقار بحصص علف مختلفة، اثنتان بنسبة 75٪ من العشب، واثنتان أُدخلت الذرة إلى نظامها الغذائي، إحداهما بنسبة 100٪ ذرة، والأخرى بنسبة 25٪ عشب فقط. ثم جُمِع الحليب لصناعة جبن "كانتال" الشهير.
وكانتا النتائج واضحة، فكلّما زادت نسبة العشب في علف الأبقار، زادت نسبة أحماض أوميغا 3 الدهنية المفيدة في الحليب، وازدادت نعومة الجبن، وأصبح لونه أكثر اصفراراً ورائحته أغنى. أما عند تقليص العشب، أصبح الجبن أكثر بياضاً وصلابة وأقل نكهة.
وللتأكيد، استعان الفريق بلجنة من 12 مستهلكاً خبيراً لتقييم الطعم والرائحة والقوام، فكانت النتيجة ترجّح دائماً كفة العشب.
ويشدّد الباحثون على أنّ إدخال العشب في العلف، حتى بكميات قليلة، "ضروريّ لتجنّب تدهور جودة الجبن الحسية والغذائية".