تُعد الكزبرة مكونًا أساسيًا في العديد من المطابخ حول العالم، حيث تضيف نكهة منعشة وحمضية إلى الصلصات، والحساء، والسلطات. ولكن نكهتها تثير آراء متباينة؛ فبينما يجدها معظم الأفراد لذيذة ومنعشة، يراها البعض ذات طعم مر أو شبيه بطعم الصابون. فما السبب؟
تُظهر الدراسات أن نسبة الأشخاص الذين لا يحبون الكزبرة تتراوح بين 3% إلى 21%، ويعتمد ذلك إلى حد كبير على الخلفية العرقية والثقافية. ويرجع هذا التفاوت إلى وجود طفرة جينية تُعرف باسم OR6A2، تؤثر على مستقبلات الشم في الجسم، مما يجعل بعض الأشخاص أكثر حساسية لـ"الألدهيدات"؛ وهي مركبات طبيعية موجودة بأوراق الكزبرة وتسبب الطعم والرائحة الصابونية.
ورغم هذه الحساسية، فإن الكزبرة غنية بالعناصر الغذائية المفيدة. وتقول أخصائية التغذية المعتمدة لوري ويلستيد من جامعة شيكاغو الطبية لموقع "يو إس إيه توداي" إن الكزبرة تحتوي على فيتامين C، وفيتامين K، وحمض الفوليك (فيتامين B9)، وجميعها عناصر تدعم صحة القلب. ويتميز فيتامين C بخصائص مضادة للأكسدة تساعد في مكافحة الالتهابات.
كما تحتوي الكزبرة على معادن مهمة مثل البوتاسيوم، والكالسيوم، والصوديوم، والمغنيسيوم، والفوسفور، وهي مكونات شائعة في مشروبات الإلكتروليت.
هل يمكن لمن يكرهون الكزبرة أن يتأقلموا مع طعمها؟
من المحتمل. تشير بعض الأبحاث إلى أن التعرّض المتكرر قد يساعد في التخفيف من حساسية الطعم، لكن ذلك قد لا يكون ممكنًا للجميع بسبب العامل الجيني. ويمكن البدء بإضافة كميات صغيرة منها كزينة أو مكوّن في الصلصات لتجربة الطعم تدريجيًا.
وحتى إن لم تكن مفضلة لديك، يمكن أن تكون الكزبرة جزءًا من نظام غذائي متنوع يدعم صحة الأمعاء. وتوصي ويلستيد بتناول ما يصل إلى 30 نوعًا مختلفًا من النباتات أسبوعيًا لتعزيز الميكروبيوم وتحسين الصحة العامة.