مع تزايد اهتمام النساء بفقدان الوزن بعد الولادة، بدأت الكثيرات في التفكير باستخدام أدوية مثل أوزمبيك ومونجارو، التي تحتوي على مادة سيماغلوتايد؛ هذه الأدوية من فئة GLP-1، صممت أساساً لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وتستخدم الآن أيضاً لإنقاص الوزن. وبينما يُمنع استخدامها أثناء الحمل، لا تزال سلامتها أثناء الرضاعة الطبيعية غير واضحة، وفقا لآراء الخبراء.
ويُنصح بإيقاف استخدام سيماغلوتايد قبل شهرين على الأقل من الحمل، وتحذر الشركات المصنعة من الاستمرار في استخدامه أثناء الحمل بسبب خطر الأذى المحتمل للجنين. لكن لا توجد بيانات كافية حول مدى أمانه خلال الرضاعة، أو ما إذا كان يُفرز في حليب الأم، أو كيف يمكن أن يؤثر على الطفل أو كمية الحليب.
وتعارض الدكتورة فاطمة كودي ستانفورد، وهي أخصائية سمنة ومستشارة للشركة المصنعة بشدة استخدام هذه الأدوية أثناء الرضاعة، قائلة: "فقط لا تفعلي ذلك"، مؤكدة أن هذه الأدوية لم تُختبر على الرضع.
ومن ناحية أخرى، تشير الدكتورة كايتلين كروتش، مديرة مركز مخاطر الرضع بجامعة تكساس، إلى دراسة أُجريت عام 2024، لم يتم فيها اكتشاف وجود السيماغلوتايد في عينات حليب الأمهات المرضعات اللاتي يستخدمن الدواء. وتوضح أن حجم الجزيء كبير جداً، مما يجعله غير قادر على المرور إلى الحليب، وحتى إن حدث، فمن الصعب على جسم الرضيع امتصاصه.
وعلى الرغم من أن الدراسة توحي بأن الخطر ضئيل، إلا أن ستانفورد تعتقد أن عدد المشاركات فيها صغير جداً لاستخلاص نتائج مؤكدة. ولا تزال هناك مخاوف بشأن تأثير الدواء على إدرار الحليب وجودته، لأن الدواء يقلل الشهية وقد يؤدي إلى قلة تناول السعرات، ما قد يؤثر سلباً على الرضاعة وتغذية الطفل.
ويشدد الأطباء على ضرورة اتخاذ القرار بشكل مشترك بين الأم والطبيب. ويرى الدكتور جان فيل، المختص في طب الأم والجنين، أن استئناف استخدام سيماغلوتايد أثناء الرضاعة قد يكون مقبولاً لبعض الحالات، خاصة إذا كان لدى المرأة زيادة مفرطة في الوزن، نظراً للمضاعفات الصحية المرتبطة بالسمنة.
وتوصي كروتش الأمهات بالانتظار حتى يبلغ الرضيع 9 أشهر على الأقل قبل البدء باستخدام الدواء، حيث يكون قد بدأ في تناول الطعام الصلب. كما تنصح بتناول فيتامين يومي خاص بعد الولادة.
