حذّر خبراء الصحة من التأثيرات السلبية الخطيرة للوجبات السريعة على صحة الكبد، خاصة مع تزايد معدلات استهلاكها بين البالغين والأطفال.
وتحتوي هذه الأطعمة على نسب مرتفعة من الدهون المشبعة والسكريات المكررة والمكونات الصناعية، ما يجعلها سبباً رئيساً في الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، الذي يُعد من أكثر أمراض الكبد المزمنة شيوعاً حالياً.
وأوضح الأطباء أن الكبد، بصفته العضو المسؤول عن التمثيل الغذائي وإزالة السموم من الجسم، يتعرض للضغط نتيجة الاستهلاك المنتظم للأطعمة الغنية بالدهون المتحولة والكربوهيدرات البسيطة، مثل المشروبات الغازية والمأكولات المقلية والوجبات الخفيفة المعبأة.
وهذا النمط الغذائي يؤدي إلى تراكم الدهون في خلايا الكبد، مسبباً تنكّساً دهنياً قد يتطور لاحقاً إلى التهابات خطيرة، من أبرزها التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، والتليّف، بل وسرطان الكبد.
وبحسب موقع "تايمز أوف إنديا"، أشار الخبراء إلى أن الأعراض قد لا تظهر بوضوح في المراحل المبكرة، ما يجعل الاكتشاف المبكر والتوعية بالتغذية السليمة أمرين في غاية الأهمية. كما نبهوا إلى خطورة الفركتوز الموجود بكثرة في المشروبات والحلويات المصنعة، كونه يُستقلب في الكبد مباشرة ويحفز عملية إنتاج الدهون، الأمر الذي يزيد من الإجهاد التأكسدي والتهابات الكبد.
وتظهر الأبحاث أيضاً أن الوجبات السريعة تؤثر في توازن ميكروبات الأمعاء، ما يؤدي إلى التهابات كبدية عبر ما يُعرف بمحور الأمعاء-الكبد. ويعد هذا التأثير أكثر وضوحاً لدى الأفراد الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي أو لديهم استعداد وراثي.
ويُعد الأطفال والمراهقون من أكثر الفئات تضرراً، في ظل انتشار عادات الأكل غير الصحية، ما ينذر بمضاعفات طويلة الأمد وأعباء صحية متزايدة على المجتمعات.
يشدد الأطباء على أهمية نشر الوعي الغذائي، وإجراء الفحوص الدورية للكشف المبكر عن أمراض الكبد، إلى جانب وضع سياسات تحدّ من انتشار الأغذية غير الصحية، بهدف حماية الصحة العامة والحد من المخاطر المستقبلية.