في ظل القلق المتزايد من التأثيرات السلبية للشاشات على نمو الأطفال، يتزايد اهتمام الأهل بوسيلة بديلة تجمع بين الترفيه والتعليم دون "ضوء أزرق" أو "خوارزميات" ذكية.
وهنا تبرز أجهزة الاستماع الصوتية كخيار واعد، يُعيدنا إلى زمن أجهزة "فيشر برايس" القديمة، لكن بروح العصر.
تسمح هذه الأجهزة، مثل Yoto وToniebox، للأطفال بالاستماع إلى قصص وأغانٍ يختارها الأهل بعناية، عبر بطاقات أو مجسمات تشبه الألعاب.
ورغم أن هذه التقنية لا تُعد حلًا سحريًا نهائيًا، إلا أن العديد من الأهل والاختصاصيين أشادوا بفوائدها "الملحوظة".
ويرى جون بيانشيت، نائب رئيس التعليم في "ماثنيزيوم"، أن التركيز على الصوت يفتح آفاق الخيال لدى الطفل، ويمنحه فرصة للهروب من سطوة الشاشة، كما أن غياب الضوء الأزرق قبل النوم يحسّن جودة النوم.
الاختصاصية النفسية إميلي بلي، التي اشترت جهازًا لابنها المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، تشير إلى العلاقة بين الشاشات والمشكلات الإدراكية، وتقول: "لا توجد فوائد معروفة للشاشات، مقابل مخاطر كثيرة محتملة"، مضيفةً أن ابنها لا يزال يستخدم الجهاز حتى اليوم للاستماع إلى الموسيقى الهادئة والقصص قبل النوم.
أما روبرت رووبا، الاختصاصي النفسي في أونتاريو، فيُشيد بجهاز Yoto Mini، ويؤكد أنه ساعد أطفاله الثلاثة على الترفيه الذاتي صباحًا دون شاشات.
في المقابل، لا تخلو هذه الأجهزة من بعض العيوب، أبرزها التكلفة المتكررة للمحتوى، حيث تُباع كل قصة أو أغنية بشكل منفصل، كما أن جاذبيتها تختلف من طفل لآخر، إذ قد لا تُنافس شاشات الألعاب أو الفيديوهات السريعة.
رغم هذا، ترى كاسي هانسون، اختصاصية النطق والأم لأربعة أطفال، أن الجهاز منح أبناءها استقلالية وشكّل وسيلة "مضادة للفوضى"، حتى بعد أن سقط من أعلى الدرج وبقي يعمل.
بينما عبّرت جانيس روبنسون-سيليست، مؤسسة مجلة Successful Black Parenting: "رغم إعجابي بالفكرة، إلا أن الشاشات كانت لها الكلمة الأخيرة".
ويشير الخبراء إلى أن هذه الأجهزة ربما لن تُنقذ أطفالنا من سيطرة التكنولوجيا، لكنها تمنحنا لحظات من التنفس، والعودة إلى عالم الحكايات.. دون الحاجة إلى "النظر للأسفل".