رغم الاعتقاد السائد بأن النوم على الظهر مفيد لتحسين وضعية الجسم وتقليل التجاعيد، إلا أن دراسات طبية حديثة تكشف أن هذا الوضع قد يكون من الأسوأ لصحة البالغين، إذ يرتبط بمشكلات تتعلق بالتنفس والهضم وصحة الدماغ.
وبحسب دراسة منشورة في دورية Sleep and Breathing، فإن النوم على الظهر يزيد من أعراض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، وهي حالة شائعة تسبب توقف التنفس بشكل متكرر ليلاً. في المقابل، أظهر النوم على الجانب تحسنًا ملحوظًا في التنفس وتقليل نوبات انقطاع النفس.
كما تشير أبحاث أخرى إلى أن النوم على الظهر قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الارتجاع الحمضي، نتيجة تسرب أحماض المعدة إلى المريء، ما يؤدي إلى شعور بالحرقة واضطرابات في النوم. بينما أظهر النوم على الجانب الأيسر فعالية في تقليل هذه الأعراض وتحسين الراحة أثناء الليل.
وفي جانب آخر لافت، وجدت دراسة نُشرت في Journal of Neuroscience أن النوم الجانبي يُسهّل على الجهاز اللمفاوي في الدماغ التخلص من النفايات والسموم، مثل البروتينات المرتبطة بأمراض عصبية كالزهايمر. هذا الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية وضعية النوم في تعزيز صحة الدماغ على المدى الطويل.
أما على صعيد الشخير، فإن النوم على الظهر قد يزيد من احتمالية حدوثه بسبب ارتخاء عضلات الحلق وتضييق مجرى الهواء، ما لا يؤثر فقط على جودة نوم الشخص، بل قد يزعج الشريك ويؤدي إلى اضطرابات تنفسية متكررة.
ويُعد الأطفال دون عمر السنة الاستثناء الوحيد، إذ يوصي الأطباء بوضعهم على الظهر أثناء النوم لتقليل خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ. في المقابل، يُنصح البالغون بالنوم الجانبي، ولا سيما على الجانب الأيسر، لما له من فوائد تشمل تحسين التنفس والهضم والدورة الدموية.
وبحسب موقع "تايمز أوف إنديا"، بيّنت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين ينامون على جوانبهم يتمتعون بنوم أعمق وأقل اضطرابًا، مقارنة بمن ينامون على ظهورهم الذين يعانون من تقلبات واستيقاظات متكررة خلال الليل.