مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
صحة

تحذير .. جهاز منزلي يساهم في تلوث البيئة بشكل خفي

غسالة الأطباق (تعبيرية)المصدر: غيتي إيمجز

كشفت دراسة جديدة أن غسالة الأطباق المنزلية تُعد من المساهمين البارزين في تلوّث الميكروبلاستيك، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن تأثير الأجهزة المنزلية اليومية على صحة الإنسان والبيئة.

وبحسب الدراسة التي نشرها موقع "Prevention"، يمكن لدورة غسيل واحدة باستخدام أدوات وأوانٍ بلاستيكية أن تطلق نحو 920 ألف جسيم من الميكروبلاستيك والنانو بلاستيك في مياه الصرف الصحي.

وعلى مدار عام كامل، قد يؤدي الاستخدام اليومي إلى إطلاق ما يصل إلى 33 مليون جسيم من هذه الجزيئات في كل منزل.

ورغم أن مساهمة غسالة الأطباق تظل أقل مقارنة بالمصادر الصناعية، فإن الدراسة تسلّط الضوء على الدور المتنامي للممارسات المنزلية في التأثير البيئي والصحي، وتدعو إلى وعي أكبر بمصادر التلوّث داخل المنازل.

أخبار ذات علاقة

علب طعام بلاستيكية يجب استبدالها

"خطر كبير".. لا تستخدموا علب الطعام البلاستيكية المتضررة

مخاطر محتملة

ويطلق الميكروبلاستيك على الجزيئات البلاستيكية التي يقل حجمها عن 5 مليمترات، والتي أصبحت تُرصَد بشكل متزايد في التربة والمياه والهواء، بل وحتى داخل جسم الإنسان.

وتنشأ هذه الجزيئات إما من تحلل المواد البلاستيكية الأكبر حجمًا، أو تُنتَج بهذا الحجم للاستخدام في مستحضرات التجميل ومواد التنظيف.

وبحسب اختصاصي السموم في المؤسسة الوطنية للصرف الصحي، الدكتور رينيه كاباييرو، فإن الحرارة والاحتكاك والمنظفات المستخدمة في غسالة الأطباق تسرّع من تحلل البلاستيك، مما يؤدي إلى إطلاق جزيئات الميكروبلاستيك في مياه الصرف، وتعبر هذه الجزيئات أنظمة التصفية وتعود إلى مياه الشرب.

من جانبها، حذّرت اختصاصية السموم، الطبيبة كيللي كريسنا جونسون-أربور، من أن هذه الجزيئات قد تصل إلى الإنسان عبر مياه الشرب أو الطعام أو الهواء.

وأشارت إلى أن التعرّض للميكروبلاستيك ارتبط بمشكلات صحية عدّة، منها اضطرابات هرمونية، التهابات مزمنة، مشكلات في الجهاز الهضمي، اضطرابات أيضية، وأمراض قلبية.

وأكدت أيضًا على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لفهم التأثيرات الصحية بدقة.

الأكثر عرضة للخطر

تُظهر الدراسة أن بعض الفئات قد تكون أكثر تأثرًا بتلوّث الميكروبلاستيك من غيرها، وعلى رأسها الأطفال، والحوامل، وكبار السن، والأشخاص ذوو المناعة الضعيفة.

ونظرًا لاحتمال تراكم هذه الجزيئات في الجسم بمرور الوقت، يحثّ الخبراء على اتخاذ خطوات يومية للحد من التعرّض لها.

وفي هذا السياق، شدّد الدكتور كاباييرو على أهمية دور الأفراد، قائلًا: "ينبغي على المستهلكين أن يكونوا استباقيين في تقليل انبعاث الميكروبلاستيك من منازلهم"، معتبرًا أن التغيير يبدأ من داخل البيوت.

تجنب الميكروبلاستيك

رغم صعوبة تجنّب الميكروبلاستيك بالكامل بسبب انتشاره الواسع، يرى الخبراء أن بعض التغييرات في السلوك اليومي قد تساهم في الحد من التعرّض لهذه الجزيئات.

ومن أبرز هذه الإجراءات تجنّب غسل الحاويات البلاستيكية في غسالة الأطباق، واللجوء إلى غسلها يدويًا.

ويُنصح باستبدال الأدوات البلاستيكية ببدائل أكثر أمانًا مثل الزجاج، أو الخيزران، أو الفولاذ المقاوم للصدأ.

أخبار ذات علاقة

التنفس بعمق

أنفاس ملوثة.. البلاستيك في الهواء يربك أجسامنا من الداخل

ويحذّر الخبراء من تسخين البلاستيك في أفران الميكروويف، حيث تؤدي الحرارة المرتفعة إلى تسريع تحلله وزيادة احتمالية إطلاق الجزيئات الضارة.

ويُوصى بتركيب فلاتر فعّالة على صنابير المياه، على أن تكون مزوّدة بمسام دقيقة قادرة على التقاط الجزيئات الصغيرة، إضافة إلى الحرص على صيانة الأجهزة المنزلية بانتظام، لضمان كفاءتها وتقليل تسرب الميكروبلاستيك منها.

وتختم جونسون-أربور بالتأكيد على أن التغييرات البسيطة في سلوكيات الاستخدام المنزلي يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا في حماية الصحة العامة والبيئة، قائلة: "الوقاية تبدأ من قراراتنا اليومية، مهما بدت بسيطة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC