logo
صحة

أنفاس ملوثة.. البلاستيك في الهواء يربك أجسامنا من الداخل

أنفاس ملوثة.. البلاستيك في الهواء يربك أجسامنا من الداخل
التنفس بعمقالمصدر: غيتي
29 مايو 2025، 6:39 ص

كشفت دراسة حديثة عن تزايد انتشار الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية في الهواء، لا سيما في المدن والمناطق الصناعية، محذّرة من مخاطرها الصحية التي قد تصل إلى التسبب في أمراض مزمنة.

وأوضحت الدراسة، المنشورة في مجلة "Ecotoxicology and Environmental Safety"، أن هذه الجسيمات غير المرئية تنتشر في الهواء نتيجة تحلل النفايات البلاستيكية كبيرة الحجم، كما تنتج عن أنشطة يومية مثل غسل الملابس الصناعية وتآكل إطارات السيارات.

أخبار ذات علاقة

عين إنسان

علماء يكتشفون رابطا غامضا بين التنفس والبصر

أماكن التركز 

والمفارقة أن تركيز هذه الجسيمات داخل المنازل والمباني قد يكون أعلى من الهواء الطلق، نتيجة انتشار الأثاث والسجاد والأدوات البلاستيكية في الأماكن المغلقة.

وتكمن الخطورة في قدرة هذه الجسيمات على اختراق الجهاز التنفسي والوصول إلى الرئتين، بل قد تتجاوز ذلك لتصل إلى مجرى الدم وأعضاء أخرى.

وقد كشفت دراسات حديثة عن وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في دم الإنسان وأنسجة الرئة واللويحات الوعائية.

كما ربطت أبحاث سابقة بين هذه الجسيمات وزيادة معدلات الالتهاب واضطرابات في وظائف الخلايا، وتم اكتشافها في أنسجة رئة بشرية وفي ترسبات الشرايين؛ ما يثير تساؤلات جدية حول دورها في أمراض القلب والجهاز التنفسي.

ناقلات فعالة

وتنشأ الجسيمات البلاستيكية الدقيقة (أقل من 5 مم) والنانوية (أقل من 1 ميكرومتر) من تحلل المواد البلاستيكية الأكبر حجما، وتوجد غالبا في المناطق الحضرية والصناعية.

ويمكن أن يستنشقها الإنسان أو يبتلعها أو تُمتص عبر الجلد؛ مما يسهم في الإجهاد التأكسدي والالتهابات وتطور أمراض مزمنة، بما في ذلك اضطرابات القلب والأوعية الدموية.

ويُقدَّر أن الشخص العادي يستنشق نحو 69 ألف جزيء بلاستيكي سنويا، بمعدل يقارب 190 جزيئا يوميا، مع وجود دور رئيس للتعرض داخل الأماكن المغلقة.

وتُعد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية المصنوعة من البولي إيثيلين تيريفثالات (PET) مثيرة للقلق بشكل خاص، بسبب قدرتها على امتصاص ملوثات أخرى، مثل ثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت؛ ما يعزز من سميّتها واستقرارها البيئي، ويجعلها لا تمثل ملوثات منفردة فحسب، بل ناقلات فعالة لمواد ضارة أخرى.

الفئات الأكثر عرضة

ويواجه العلماء تحديات جمّة في رصد هذه الجسيمات نظرا لصغر حجمها، رغم تطور تقنيات الكشف.

وتتطلب مواجهتها حلولًا شاملة تشمل تقليل استخدام البلاستيك، وتحسين أنظمة الترشيح، إلى جانب تطوير أساليب علمية متقدمة للتخلص منها.

ويؤكد الخبراء أهمية التوعية المجتمعية وسنّ تشريعات صارمة للحد من هذه المشكلة المتنامية، مع ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم تأثيراتها الصحية، لا سيما على الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال والحوامل.

أخبار ذات علاقة

870cb742-dded-4596-9994-c85c883ccb31

الكركمين.. إمكانات واعدة في مكافحة فيروسات الجهاز التنفسي

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC