في كثير من الأحيان يستخدم الآباء الطعام، وخاصة الحلويات أو الوجبات الخفيفة كمكافأة على السلوك الجيد أو يمتنعون عنه كعقاب. ومع ذلك، يحذر خبراء الصحة من أن هذه الممارسة التي تبدو "غير ضارة" قد تكون لها آثار سلبية طويلة الأمد على عادات الأكل لدى الأطفال وصحتهم بشكل عام.
ووفقا لمركز روتشستر الطبي (URMC)، فإن استخدام الطعام كأداة سلوكية يقوض تطوير أنماط الأكل الصحية.
ويقول مختصون إن مكافأة الأطفال بالأطعمة الغنية بالسكر والدهون يمكن أن يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وتفضيلهم للأطعمة غير الصحية. كما أنه يعطل قدرة الأطفال الطبيعية على تنظيم إشارات الجوع والشبع، ويعلمهم تناول الطعام استجابة للعواطف، وليس الشهية.
وأكدوا أن تقديم الأطعمة المحظورة كـ"مكافأة" يخلق حالة من الارتباك، خاصة عندما يتم تعليم الأطفال تجنب هذه الأطعمة نفسها لأسباب صحية.
ويمكن أن تؤدي هذه الرسائل المختلطة إلى ربط الأطفال للوجبات السريعة بالشعور بالسعادة، مما يعزز عادة الأكل العاطفي. علاوة على ذلك، فإن استخدام الطعام بهذه الطريقة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل تسوس الأسنان وزيادة الوزن غير الصحية.
كما أشاروا إلى أن معاقبة الأطفال بإجبارهم على تناول أطعمة معينة أو "تنظيف أطباقهم" قد تأتي بنتائج عكسية أيضًا. إذ تؤدي هذه الطريقة إلى بناء ارتباطات سلبية مع الأطعمة الصحية، وتشجيع الإفراط في تناول الطعام، حتى عندما لا يكون الطفل جائعًا.
البديل
وبدلاً من ذلك، يقترح الخبراء مكافآت بديلة لا تتضمن الطعام. وتشمل الأنشطة مثل رحلة إلى حديقة الحيوانات أو المكتبة، أو هدايا صغيرة مثل اللوازم الفنية أو الملصقات، أو قضاء وقت ممتع مع الوالدين من خلال الألعاب أو القراءة قبل النوم لفترة أطول.
ولتشجيع تناول الطعام الصحي، يتم تشجيع الآباء على تقديم مجموعة متنوعة من الوجبات المغذية والمناسبة للأطفال دون أي ضغط. وإذا رفض الطفل تناول الطعام، فمن الأفضل عدم إجباره على ذلك، فتقديمه له مرة أخرى في وقت آخر يمكن أن يساعده على أن يصبح أكثر انفتاحًا على تجربته.
ومن المهم أيضًا الحفاظ على الهدوء والاستمتاع بوقت تناول الطعام، وتجنب الجدال أو الانضباط أثناء تناول الوجبات.
وفي نهاية المطاف، فإن الهدف هو مساعدة الأطفال على تطوير علاقة متوازنة وصحية مع الطعام، علاقة لا ترتبط بالسلوك أو العواطف أو أنظمة المكافأة.