كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا عن ارتباط غير متوقع بين اضطراب القلق الاجتماعي (SAD) والنرجسية الضعيفة، مسلطة الضوء على مزيج معقد من الهشاشة العاطفية، والخوف من الرفض، والغضب المتفجر.
وتظهر النرجسية عادة في شكلين: النرجسية العظمى والنرجسية الضعيفة. وكلاهما يتشاركان في الحاجة المفرطة إلى الإعجاب والتقدير، لكن النرجسية الضعيفة تتميز أيضًا بانعدام الأمان العاطفي، والشعور بالعار، وفراغ داخلي عميق.
وركزت الدراسة على نمط فرعي داخل القلق الاجتماعي يتميز ليس فقط بالخوف من تقييم الآخرين، بل أيضًا باندفاعية وسلوكيات غاضبة وميول نرجسية. هذا النمط يفسر سبب لجوء بعض الأشخاص إلى الغضب والانفعال العنيف عند التعرض للرفض، بدلًا من التعبير عن الحزن.
واعتمد الباحثون على بيانات 355 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و80 عامًا، خضعوا لاختبارات تقيس سمات مثل القلق، الغضب، الاندفاع، وصور النرجسية (الإعجاب والمنافسة). ومن خلال تحليل إحصائي، تم تحديد خمسة أنماط شخصية مميزة.
وأظهرت ثلاثة من هذه الأنماط مستويات عالية من القلق الاجتماعي، بينما اتسم نمطان (النمط 3 و5) بارتفاع في الاندفاع والغضب. وكان النمط الخامس الأكثر لفتًا، حيث جمع بين القلق الاجتماعي ومظاهر نرجسية قوية. وشكل هذا النمط حوالي 10% من العينة، وكان 72% من أفراده من الذكور، كما كان لديهم أعلى معدل للجوء إلى العلاج النفسي والأدوية.
وتشير النتائج، بحسب موقع "سايكولوجي توداي" إلى أن بعض المصابين بالقلق الاجتماعي قد يواجهون نوبات من الغضب والانفعال، بسبب هشاشتهم الداخلية وحاجتهم الشديدة للتقدير. وهذا يفسر سلوكيات تبدو غير منطقية في الظاهر، مثل ردود الفعل الغاضبة المبالغ بها عند الشعور بالرفض.
ومن منظور علاجي، توصي الدراسة بأن يأخذ الأخصائيون النفسيون النرجسية بعين الاعتبار عند معالجة القلق الاجتماعي. وقد تسهم هذه المقاربة المتكاملة في فهم أفضل لحالات معقدة، وتصميم استراتيجيات علاج أكثر فعالية وتفصيلًا.