كشفت دراسة علمية حديثة عن احتمالية أن تحمل الأحلام الواضحة فوائد تتجاوز حدود الإثارة والتسلية، لتصبح أداة واعدة في مجال العلاج النفسي والعصبي.
وتناولت الدراسة، التي قادها الباحث تشاغاتاي ديميريل من مركز "دوندرز" للتصوير العصبي المعرفي التابع للمركز الطبي لجامعة رادبود الهولندية، النشاط الدماغي المرتبط بظاهرة الحلم الواضح، وهي الحالة التي يصبح فيها الشخص مدركًا لكونه يحلم أثناء نوم حركة العين السريعة (REM)، بل ويتمكن في بعض الأحيان من التحكم في مجريات حلمه.
وأوضح الباحثون أن هذه التجربة ترتبط بأنماط محددة من نشاط الدماغ تختلف عن تلك المسجلة خلال النوم العادي أو في حالة اليقظة، حيث لوحظ تفعيل مناطق مرتبطة بالوعي الذاتي ومعالجة الذاكرة والتحكم الإدراكي، وهي عوامل أساسية تؤثر على التوازن العاطفي والصحة النفسية.
وبحسب موقع "تايمز أوف إنديا"، أشار ديميريل إلى أن هذه النتائج قد تمهد الطريق نحو إعادة تعريف فهمنا لحالة الوعي أثناء النوم، وتفتح المجال أمام إمكانية استثمار الأحلام الواضحة كأداة علاجية مستقبلية، قائلاً: "بحثنا يقدم فهماً أعمق للحلم الواضح كحالة فريدة ومعقدة من الوعي، ويطرح تساؤلات حول الحدود التقليدية بين النوم واليقظة".
وتعتمد الدراسة على تحليل بيانات موسعة جُمعت من عدة مختبرات، في واحدة من أكبر العينات البحثية التي جرى توظيفها حتى الآن لدراسة هذه الظاهرة، حيث استنتج العلماء أن الحلم الواضح لا يمثل مجرد ظاهرة غريبة، بل ربما يحمل إمكانيات مفيدة في مجالات تعزيز الوعي الذاتي وتنظيم العواطف ودعم العلاج النفسي.
يُذكر أن الاهتمام العلمي بالأحلام الواضحة بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي عندما طرح عالم الفيزيولوجيا النفسية ستيفن لابيرج هذا المفهوم، والذي ظل لفترة طويلة يثير جدلاً في الأوساط العلمية، قبل أن تبدأ الدراسات الحديثة في الكشف عن أبعاده العصبية والذهنية ودوره المحتمل في العلاج.
وتشير تقديرات الباحثين إلى أن نحو 55% من الأشخاص قد عاشوا تجربة حلم واضح واحد على الأقل خلال حياتهم، ما يعزز أهمية استكشاف هذه الظاهرة وفهم انعكاساتها الصحية بشكل أعمق.
