قد تبدو الوجبات الدسمة التي نتناولها في ليالي العطلة مجرد متعة بريئة، لكن بحثًا حديثًا يكشف أن تناول وجبة واحدة عالية الدهون قد يُضعف تدفق الدم إلى الدماغ، ما قد يرفع من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو الخرف.
وتلعب الدهون الغذائية دورًا أساسيًا في نظامنا الغذائي؛ فهي مصدر مركّز للطاقة، وتُسهّل امتصاص الفيتامينات، وتوفّر الحماية للأعضاء الداخلية، إلى جانب الحفاظ على دفء الجسم.
وهناك نوعان رئيسان من الدهون: الدهون المشبعة، والدهون غير المشبعة (سواء الأحادية أو المتعددة)، ويُفرّق بينهما من خلال تركيبهما الكيميائي.
لكن تأثير هذه الدهون على الجسم مختلف تمامًا. فالدهون المشبعة، الموجودة مثلًا في البيتزا الجاهزة، يمكن أن تُضعف صحة القلب والأوعية الدموية، ولا يقتصر الضرر على القلب فحسب.
والدماغ لا يخزن الطاقة مثل بقية الأعضاء، ويعتمد بشكل كبير على تدفق الدم المستمر الذي يمده بالأكسجين والجلوكوز.
ويقوم الجسم بتنظيم هذا الإمداد الحيوي من خلال آلية تُعرف باسم "التنظيم الذاتي الدماغي الديناميكي"، وهي آلية قد تتأثر سلبًا بالوجبات الدهنية.
وتعمل هذه العملية على تثبيت تدفق الدم إلى الدماغ رغم التغيرات اليومية في ضغط الدم، مثل الوقوف أو ممارسة الرياضة، وتُشبه نظام امتصاص الصدمات الذي يحافظ على دماغنا من الضغط الزائد.
لكن عند تعطل هذه الآلية، يصبح من الصعب ضبط تقلبات ضغط الدم، ما قد يؤدي إلى فترات يتلقى فيها الدماغ كمية غير كافية أو زائدة من الدم.
ومع مرور الوقت، يرفع ذلك خطر الإصابة بأمراض مثل السكتة الدماغية والخرف.
بعد تناول وجبة غنية بالدهون المشبعة، ترتفع مستويات الدهون في الدم وتبلغ ذروتها بعد نحو أربع ساعات، بينما تصبح الأوعية الدموية أكثر صلابة وأقل قدرة على التمدد، مما يقلل من تدفق الدم في الجسم.
لكن ما يحدث في الدماغ خلال هذه الفترة ومدى حفاظه على إمدادات الدم لا يزال غير واضح.
وأظهرت نتائج الدراسة أن تناول وجبة غنية بالدهون يُضعف قدرة الأوعية الدموية المرتبطة بصحة القلب على الانفتاح لدى المشاركين صغارًا وكبارًا.
وقد أدت هذه الاختلالات إلى انخفاض قدرة الدماغ على امتصاص تغيرات ضغط الدم.
وكان هذا أكثر وضوحا (بنسبة 10٪ تقريبا) لدى كبار السن، مما يشير إلى أن أدمغة كبار السن قد تكون أكثر عرضة لتأثيرات الوجبة.