اللطافة سمة إنسانية مميزة تحقّق التقارب بين البشر، وتعرّفها المعاجم بأنها حالة من التفاعل الودود والمحبّ الذي يعكس شخصية إيجابية ومتسامحة.
وفي الحياة اليومية، قد نتساءل أحيانًا لماذا لا يكون الآخرون أكثر لطفًا؟، علما بأن الحقيقة العلمية تكشف أن التحلي باللطف يعزز الصحة الجسدية والعقلية بشكل كبير.
وبحسب الباحث في علم النفس العصبي، ريتشارد جي. ديفيدسون، أظهرت دراسة سابقة على أكثر من 40.000 شخص أن اللطف يساهم في تقليل الالتهابات في الجسم ويعزز الصحة العامة، ما يساهم في زيادة العمر المتوقع.
كما أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يشاركون في الأعمال التطوعية يتمتعون بصحة أفضل، وقد تزيد حياتهم خمس سنوات إضافية مقارنةً بمن لا يشاركون.
ومن جانب آخر، أشار الدكتور ديفيد هاميلتون، اختصاصي تأثير البلاسيبو، في كتابه "فوائد اللطف الخمسة" إلى أن اللطف يُعد علاجا طبيعيا للحد من التوتر والأفكار والمشاعر السلبية، حيث يؤدي التصرف بلطف إلى زيادة إفراز الدوبامين (هرمون السعادة)، مما يعزز الشعور بالراحة والهدوء.
كما يُحسن اللطف من صحة القلب والأوعية الدموية، حيث يساعد على تقليل ضغط الدم ويحفز إفراز الأوكسيتوسين وأكسيد النيتريك، مما يوسع الأوعية الدموية ويحد من القلق.
لكن كما هو الحال مع أي سلوك، يجب أن يكون اللطف معتدلًا. ووفقًا لدراسة أجراها كل من جامعة كولومبيا وكلية لندن للاقتصاد، أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يظهرون قدراً كبيراً من اللطف قد يواجهون مشكلات مالية واجتماعية، حيث يكون لديهم احتمال أكبر بنسبة 50% بأن ينتهي بهم الأمر إلى وضع اقتصادي أو اجتماعي غير مستقر.