يطمح معظم الناس للحفاظ على صحتهم وذاكرتهم الحادة مع التقدم في العمر، لكن هناك مجموعة مميزة يُطلق عليها "كبار السن الخارقون" (SuperAgers)، يتمتعون بذاكرة تضاهي ذاكرة من هم أصغر منهم بثلاثة عقود.
وظهر مصطلح "كبار السن الخارقين" من خلال باحثين في جامعة نورث وسترن، الذين يعرّفونهم بأنهم أشخاص تجاوزوا الثمانين، لكن أدمغتهم تحتفظ بقدراتها الإدراكية كما لو كانوا أصغر بكثير. وأظهرت دراسات أن أدمغتهم تفقد حجما أقل مقارنةً بغيرهم من كبار السن.
ومن جهتها، توضح جينيفر أيلشير، الأستاذة المساعدة في علم الشيخوخة بجامعة جنوب كاليفورنيا، أن كبار السن الخارقين ليسوا فقط من يعمرون طويلا، بل هم أيضا يحافظون على مستويات عالية من الصحة الجسدية والإدراكية والنفسية والاجتماعية.
ورغم عدم وجود خريطة طريق مضمونة للوصول إلى هذه المرحلة، فإن الباحثين يؤكدون أن هناك عادات يمكن أن تسهم في تحقيق ذلك أهمها:
تحريك الجسم بانتظام
توضح أيلشير أن النشاط البدني اليومي يرتبط بطول العمر والشيخوخة الصحية، لكن ذلك لا يعني ممارسة الرياضة الشاقة، بل يشمل أنشطة مثل المشي، والبستنة، والأعمال المنزلية، وتجنب الجلوس لفترات طويلة.
الانخراط في النشاطات الاجتماعية
يؤكد الباحثون أن الأشخاص الذين يحافظون على حياة اجتماعية نشطة، سواء من خلال العائلة أو الأصدقاء أو التطوع، يعيشون فترات أطول، ويتمتعون بصحة إدراكية وجسدية أفضل.
تقليل التوتر قدر الإمكان
تشير أيلشير إلى أن العديد من كبار السن الخارقين تجنبوا التوتر غير الضروري، حيث قال بعضهم: "لم أشارك في الدراما، وحاولت تجنب الغضب والتوتر قدر الإمكان".
تحفيز العقل من خلال تعلم مهارات جديدة، مثل لغة أجنبية أو العزف على آلة موسيقية، يساعد في الحفاظ على وظائف الدماغ. لكن من المهم أن تكون التجربة ممتعة وغير مرهقة.
ممارسة الأنشطة التي تجلب السعادة
تقول أيلشير إن كبار السن الخارقين هم "أشخاص يفعلون ما يجعلهم سعداء ومُنجزين". وتضيف أن الانخراط في أنشطة ممتعة وغير مجهدة نفسيا هو أحد العوامل المهمة في تعزيز جودة الحياة.
