في اكتشاف قد يُغيّر مسار فهمنا لمرض الزهايمر، توصّل باحثون من كلية الطب بجامعة هارفارد إلى أن نقص الليثيوم في الدماغ قد يُسرّع تدهور الذاكرة ويساهم في تطوّر المرض.
الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature، واستمر العمل عليها على مدى 10 سنوات، كشفت أن هذا المعدن يُنتجه الدماغ طبيعياً، ويساهم في حمايته من التدهور العصبي.
الباحثون استخدموا تقنيات متقدّمة لتحليل مستويات 30 معدناً في أدمغة بشرية مأخوذة من بنك أنسجة تابع لـ Rush Memory and Aging Project في شيكاغو.
وقد تبيّن أن الليثيوم هو المعدن الوحيد الذي اختلفت مستوياته بشكل ملحوظ بين أدمغة الأصحّاء وأولئك المصابين بتدهور إدراكي أو زهايمر متقدّم.
النتائج أُعيد تأكيدها من خلال عينات مأخوذة من عدة بنوك دماغية في الولايات المتحدة.
وفي تجارب على الفئران، لوحظ أن خفض مستوى الليثيوم في الغذاء أدى إلى نتائج تشبه أعراض ألزهايمر لدى الإنسان، مثل الالتهاب الدماغي، وفقدان الروابط العصبية، وتراجع القدرة الإدراكية.
كما أدّى نقص الليثيوم إلى تسارع تكوّن لويحات بيتا أميلويد وتشابكات تاو، وهما من أبرز علامات المرض.
وبتجربة العلاج باستخدام "أوراتات الليثيوم"، لاحظ العلماء تحسّناً في وظائف الذاكرة حتى لدى الفئران الكبيرة في السن والمصابة بمرحلة متقدّمة من الزهايمر. كما أن الحفاظ على مستويات مستقرة من الليثيوم منذ مراحل مبكرة من العمر ساعد في الوقاية من المرض.
وعلى الرغم من النتائج الواعدة، فقد دعا كل من د. مارك سواريث كالفِت من Barcelonabeta Brain Research Center، ود. جوردي بيريث-تور من Institut de Biomedicina de València إلى الحذر، مؤكدين ضرورة إجراء تجارب سريرية على البشر قبل اعتماد الليثيوم كعلاج رسمي، خاصة لتحديد الجرعات الآمنة وتفادي الآثار الجانبية المحتملة.