أظهرت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة الأمراض الجلدية الاستقصائية أن فيتامين C يُعد من العناصر الأساسية التي تسهم في تجديد خلايا البشرة والحد من مظاهر التقدم في السن، ما يؤكد أهمية هذا الفيتامين في روتين العناية بالبشرة.
وأشارت نتائج الدراسة، التي أُجريت باستخدام نماذج مخبرية تحاكي الجلد البشري، إلى أن فيتامين C ساعد في زيادة سماكة الطبقة القاعدية للجلد دون التأثير على الطبقة السطحية المكونة من الخلايا الميتة. وبعد أسبوعين من التعرض لكميات مماثلة لتلك التي تصل إلى الجلد عبر مجرى الدم، لوحظ نشاط واضح في انقسام الخلايا وتجددها.
وبيّن الباحثون أن هذا التأثير يرتبط بدور فيتامين C في تحفيز خلايا الكيراتينوسايت، المسؤولة عن تجديد الطبقة الخارجية للبشرة. وخلصت الدراسة إلى أن الفيتامين قد يشكّل أساسًا لتطوير علاجات فعالة لعلاج ترقق الجلد المرتبط بالتقدم في السن.
والفيتامين C، المعروف أيضًا بحمض الأسكوربيك، هو فيتامين قابل للذوبان في الماء، لا يُخزّن في الجسم، ما يستدعي الحصول عليه يوميًا من مصادر غذائية. ووفقًا للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، يؤدي الفيتامين دورًا محوريًا في إنتاج الكولاجين، وتسريع شفاء الجروح، ومقاومة الأكسدة.
وأوضح الدكتور غاري غولدنبرغ، أستاذ مساعد في طب الجلد، أن فيتامين C يُمتص من خلال الغذاء، ويصل إلى الجلد عن طريق الدورة الدموية، حيث يُفعّل الجينات المرتبطة بتجدد الخلايا، ما يعزز مرونة البشرة ويحافظ على نضارتها.
من جانبها، شددت الدكتورة إيفي رودني، اختصاصية الأمراض الجلدية، على أهمية هذا الفيتامين في دعم إنتاج الكولاجين، وهو البروتين المسؤول عن تماسك البشرة ومرونتها. وأكدت أن انخفاض مستويات الكولاجين مع التقدم في السن يؤدي إلى ظهور الترهلات وفقدان الجلد لشدّه الطبيعي.
وتوصي الجهات الصحية بتناول 65 إلى 75 ملغ من فيتامين C يوميًا للنساء، و75 إلى 90 ملغ للرجال. وعلى الرغم من أن معظم الأشخاص يحصلون على احتياجاتهم اليومية من الغذاء، فإن بعض الفئات تبقى أكثر عرضة للنقص، مثل المدخنين، والمصابين بأمراض مزمنة، أو من يتبعون نظامًا غذائيًا غير متوازن.
ويُنصح بإجراء فحص دم لتحديد مستويات الفيتامين لدى من يشكّ في نقصه، إذ قد تكون المكملات ضرورية فقط في حال وجود نقص فعلي، بحسب ما يؤكد الدكتور غولدنبرغ. فيما لفتت الدكتورة رودني إلى أهمية تجنّب تناول المكملات دون حاجة طبية واضحة.
بالإضافة إلى تناوله ضمن النظام الغذائي، يُعد فيتامين C الموضعي من الوسائل الفعالة للعناية بالبشرة. وتنصح الدكتورة رودني باستخدام السيروم الغني بفيتامين C، لقدرته على محاربة الأضرار البيئية التي تُعجّل بظهور علامات الشيخوخة، بفضل خصائصه المضادة للأكسدة.
كما أوصت باختيار مستحضرات تحتوي على حمض الفيروليك، الذي يساعد على تثبيت مفعول الفيتامين وزيادة فعاليته في المستحضرات التجميلية.
وتعزز نتائج هذه الدراسة الأدلة العلمية التي تؤكد الصلة الوثيقة بين التغذية وصحة الجلد، وتضع فيتامين C في صدارة العناصر الضرورية للحفاظ على بشرة صحية وشابة لأطول فترة ممكنة.