هل تساءلت يوما عن سبب تجعد أصابعك في الماء، وما إذا كانت تتجعد بالطريقة نفسها في كل مرة؟
كشفت دراسة جديدة أجراها مهندس الطب الحيوي جاي جيرمان والباحثة راشيل ليتين في جامعة بينجهامبتون أن التجاعيد الظاهرة على الأصابع تتكرر بأنماط متسقة بشكل مدهش.
واستوحي البحث من سؤال طرحه طفل في سلسلة "الأطفال الفضوليون" على موقع The Conversation، وشارك فيه ثلاثة متطوعين قاموا بنقع أصابعهم في الماء لمدة 30 دقيقة. وعندما تم نقع أصابعهم مرة أخرى بعد مرور 24 ساعة، عادت التجاعيد للظهور بالأنماط نفسها تقريبا.
وباستخدام مقارنات الصور، تتبع الباحثون خطوط التجاعيد المتطابقة باللون الأسود وخطوطا مختلفة باللون الأحمر، مؤكدين أن عملية التجاعيد تتبع نمطا يمكن التنبؤ به.
السبب تحت الجلد
عندما تغمر الأصابع في الماء، تسمح قنوات العرق للماء بالدخول إلى الجلد الخارجي؛ ما يقلل تركيز الملح. ويؤدي هذا إلى إرسال إشارات عصبية إلى المخ؛ ما يؤدي بدوره إلى انقباض الأوعية الدموية الصغيرة في الجلد. عندما تتقلص هذه الأوعية، فإنها تسحب الجلد المحيط بها إلى الأسفل؛ ما يشكل تلالا ووديانا.
وعلى عكس المعتقدات السابقة، فإن هذا التجعد لا ينتج بسبب تورم الجلد، والذي يتطلب زيادة في الحجم بنسبة 20%، ولكن عن طريق استجابة نشطة من الجهاز العصبي.
ومن الجدير بالذكر أن الأفراد الذين يعانون من تلف في الأعصاب، مثل ضعف العصب المتوسط، لا يصابون بهذه التجاعيد على الإطلاق.
ومن المثير للاهتمام أن هذه التجاعيد لها غرض وظيفي؛ إذ تعمل على تحسين قبضة اليد على الأسطح المبللة؛ ما يساعد البشر على الإمساك بها والمشي بشكل أكثر أمانا عندما تكون الظروف زلقة. ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن وجود التجاعيد الدائمة قد يقلل من الحساسية أو يزيد من التعرض للإصابة، وهو ما يفسر سبب كون هذا التأثير مؤقتا.
وإلى جانب إشباع الفضول، فإن هذه النتائج قد تكون لها تطبيقات عملية، بما في ذلك التعرف الجنائي على الجثث بعد غرقها بالمياه أثناء الكوارث. وأصبحت أنماط التجاعيد، مثل بصمات الأصابع وخطوط الجلد المخفية، الآن جزءا من العلامات الفريدة التي تشكل الجلد البشري.