أظهرت دراسة جديدة أن النساء يعانين خطرًا مضاعفًا في الوفاة بسبب أمراض القلب المرتبطة بالاكتئاب مقارنة بالرجال، وفقًا لتقرير نشره موقع "ساينس أليرت".
وتشير الدراسة إلى أن الاكتئاب يؤثر في النساء بشكل أكبر من الرجال، إذ ثبت أن النساء اللواتي لديهن استعداد وراثي أعلى للإصابة بالاكتئاب يعانين أيضًا زيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب، ولم يتم ملاحظة النمط نفسه بين الرجال.
وأظهرت أبحاث سابقة أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، لكن العلاقة بين الاكتئاب وأمراض القلب معقدة، إذ يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى اتباع عادات صحية غير جيدة مثل التدخين، وسوء التغذية، ونقص النشاط البدني، ما يفاقم خطر الإصابة بأمراض القلب.
واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات جينومية وصحية من حوالي 345,000 شخص في المملكة المتحدة، وقاموا بتحليل العلاقة بين المخاطر الوراثية للاكتئاب وأمراض القلب بشكل منفصل بين الجنسين.
وتبين لهم أن النساء اللاتي لديهن استعداد وراثي للاكتئاب يعانين خطرًا أعلى للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة مرض الشريان التاجي، والرجفان الأذيني، وفشل القلب.
الغريب أن هذا الارتباط بين الاكتئاب وأمراض القلب كان واضحًا حتى في النساء اللاتي لم يتم تشخيصهن بالاكتئاب أو أي اضطراب نفسي آخر، ولم يتناولن أدوية نفسية.
وهذا يشير إلى أن زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء لا يرتبط فقط بتغيرات سلوكية أو استخدام الأدوية بعد تشخيص الاكتئاب، ولم يُلاحظ الارتباط نفسه لدى الرجال.
وتشير النتائج إلى أن العوامل الوراثية أو البيولوجية التي تزيد خطر الإصابة بالاكتئاب قد تلعب دورًا أيضًا في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء.
ولا يمكن تفسير هذا الاختلاف بين الجنسين باختلاف عوامل خطر الإصابة المعروفة لأمراض القلب مثل مؤشر كتلة الجسم، أو ارتفاع ضغط الدم، أو التدخين.
تؤكد الدراسة ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم ما إذا كان الاكتئاب يمكن أن يكون مؤشرًا لتحديد خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل أفضل لدى النساء، وتفتح هذه النتائج المجال لاستكشاف أبعاد جديدة في العلاقة بين الصحة النفسية والصحة القلبية، خاصة في ما يتعلق بالفوارق بين الجنسين.