كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة “بارا” الفيدرالية في البرازيل أن العلاج بالضوء الساطع قد يكون علاجًا مساعدًا فاعلًا للاضطرابات الاكتئابية غير الموسمية.
ووفقًا للدراسة التي نشرت في دورية جاما نتورك، فإن هذا النوع من العلاج يمكن أن يعزز سرعة استجابة المرضى للعلاج الأولي، ما يسهم في تحسين حالتهم الصحية بشكل ملحوظ.
فاعلية العلاج بالضوء
تُستخدم تقنية العلاج بالضوء الساطع عادة لعلاج الاكتئاب الموسمي، إذ يُعرَّض المرضى لضوء صناعي يحاكي ضوء الشمس الطبيعي، ما يساعد على رفع مستويات السيروتونين في الدماغ وتحسين المزاج، خاصة خلال فصول الشتاء التي يقل فيها التعرض للضوء الطبيعي، ومع ذلك فإن فاعلية هذا العلاج للاكتئاب غير الموسمي غير واضحة حتى الآن.
الدراسة استهدفت 858 مريضًا يعانون الاضطرابات الاكتئابية غير الموسمية، التي تتميز بفقدان الاهتمام بالأنشطة، واضطرابات النوم، وتغيرات في الشهية، والشعور باليأس.
ووجد الباحثون أن المرضى الذين خضعوا للعلاج بالضوء الساطع حققوا معدلات شفاء بلغت 40.7%، مقارنة بـ23.5% للمرضى الذين لم يتلقوا هذا العلاج، وارتفعت معدلات الاستجابة للعلاج إلى 60.4% مقارنة بـ38.6% لدى المجموعة الأخرى.
تسريع الاستجابة للعلاج
أظهرت الدراسة أن العلاج بالضوء الساطع يسهم في تسريع استجابة المرضى للعلاج، فعلى سبيل المثال، بلغت معدلات الشفاء بعد أقل من 4 أسابيع من بدء العلاج 27.4% في مجموعة الضوء الساطع، مقارنة بـ9.2% فقط في المجموعة التي لم تتلقَ هذا العلاج، واستمر التحسن مع مرور الوقت، ما يشير إلى فاعلية مستدامة لهذه الطريقة العلاجية.
ويؤكد الباحثون أن نتائج هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة نحو فهم أعمق لدور العلاج بالضوء الساطع، في علاج الاكتئاب غير الموسمي.
وهذه الطريقة يمكن أن تكون وسيلة لتعزيز فاعلية العلاجات التقليدية، ما يفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث حول إمكانية استخدام الضوء الساطع، بوصفها جزءًا من إستراتيجيات العلاج النفسي في المستقبل.
