كشفت دراسة حديثة نشرت على موقع "ساينس أليرت" عن اكتشاف جديد في دماغ الإنسان، حيث حدد الباحثون منطقة فريدة في القشرة الصدغية الوسطى تلعب دورًا حاسمًا في القدرات الإدراكية والاجتماعية، وهي قدرات لا توجد لدى أقرب أقربائنا من الرئيسات مثل الشمبانزي وقرد المكاك.
اعتمدت الدراسة على مقارنة تنظيم المادة البيضاء، وهي الشبكة العصبية التي تربط مناطق الدماغ، بين البشر والرئيسات الأخرى باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي.
وبدلًا من التركيز على حجم الدماغ أو القشرة الجبهية كما في الدراسات السابقة، اكتشف الفريق أن منطقة الوصلة بين القشرة الصدغية والجدارية في دماغ الإنسان تتمتع باتصالات أوسع، ما يعزز القدرة على معالجة المعلومات الاجتماعية المعقدة مثل فهم نوايا الآخرين وتفسير الإشارات غير اللفظية.
كما أظهرت الدراسة أن الحزمة المقوسة، وهي المسار العصبي المرتبط تقليديًا باللغة في البشر، لا تقتصر وظيفتها على التواصل فقط، بل تُسهم أيضًا في دمج المعلومات الحسية والسلوك الاجتماعي المتقدم.
وتشير هذه النتائج إلى أن التميز البشري لم ينشأ من تغيير جذري واحد، بل من سلسلة من التعديلات التطورية التي عززت الترابط بين المناطق الدماغية المسؤولة عن الإدراك والتفاعل الاجتماعي.
ويعلق الباحثون على هذه الاكتشافات بأنها "تغير المفاهيم القديمة"، حيث تُظهر أن دماغ الإنسان ليس مجرد نسخة مُكبرة من أدمغة الرئيسات، بل هو نظام معاد تشكيله لتمكين قدرات فريدة مثل اللغة والفهم الاجتماعي العميق.
ورغم أن الدراسة لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أنها تفتح آفاقًا جديدة لفهم الأمراض العصبية والنفسية المرتبطة بخلل هذه الشبكات، مثل التوحد والفصام، ما قد يؤدي إلى علاجات أكثر دقة في المستقبل.