تُظهر العديد من النساء الحوامل رغبة مفاجئة في تنظيف المنزل أو ترتيبه استعدادًا لاستقبال المولود الجديد، وهو ما يُعرف بـ"غريزة التعشيش".
تُعتبر هذه الرغبة وسيلة شائعة للتعامل مع التوتر والشعور بفقدان السيطرة خلال الحمل، لكنها ليست ظاهرة عامة، حيث تختلف تجربتها من امرأة إلى أخرى.
تشمل هذه الرغبة مجموعة من الأنشطة مثل تنظيف أماكن نادرًا ما يتم الاهتمام بها، وترتيب غرفة الطفل، وشراء مستلزمات الولادة، وحتى إعادة تنظيم الأدوات المنزلية. يُنظر إلى هذه الأنشطة كوسيلة للتخفيف من القلق المرتبط بالولادة وإعطاء المرأة شعورًا بالاستعداد.
عادةً ما تظهر غريزة التعشيش في الثلث الأخير من الحمل، لكنها قد تبدأ في وقت مبكر لدى بعض النساء أو لا تظهر على الإطلاق. عدم الشعور بهذه الغريزة لا يعني نقصًا في الاستعداد أو العناية بالمولود، بل يُعتبر اختلافًا طبيعيًا في تجربة الحمل بين الأفراد.
تُتيح غريزة التعشيش فرصة للإعداد العملي لاستقبال المولود الجديد.
يمكن للمرأة الحامل استغلال هذه الرغبة في القيام بأنشطة مفيدة، مثل غسل ملابس الطفل وملابس ما بعد الولادة، وتجهيز سرير الطفل في مكان آمن، وتثبيت مقعد السيارة المخصص للرضع.
كما يمكن تحضير وجبات منزلية قابلة للتجميد لتوفير الوقت والطاقة بعد الولادة، وتجهيز حقيبة المستشفى لتجنب القلق في اللحظات الأخيرة.
رغم فوائد التعشيش، ينبغي على المرأة الحامل تجنب استخدام منتجات تنظيف تحتوي على مواد كيميائية قوية مثل المبيضات، واستبدالها ببدائل طبيعية مثل صودا الخبز أو الخل. يُفضل أيضًا تجنب رفع الأوزان الثقيلة أو تسلق السلالم لتفادي أي مخاطر على الصحة.
وقد لا يشعر الشريك بالرغبة نفسها في التعشيش، وهو أمر طبيعي، ولكن يمكن تعزيز المشاركة بين الطرفين من خلال طلب المساعدة في التحضيرات، مما يجعل هذه المرحلة فرصة لتقوية العلاقة.