كشفت دراسة رائدة عن احتواء الجبن على مستويات صادمة من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة. فقد وجد باحثون من كلية جامعة دبلن وجامعة بادوفا أن الأجبان المعتقة، التي تُخزن لأكثر من أربعة أشهر، تحتوي على ما يصل إلى 1857 جزيئًا بلاستيكيًا في الكيلوغرام الواحد. حتى الأجبان الطازجة لم تسلم، إذ سُجّلت فيها 1280 جزيئًا لكل كيلوغرام، بينما احتوى الحليب على نحو 350 جزيئًا بلاستيكيًا لكل كيلوغرام.
وتُعرف هذه الجزيئات البلاستيكية بأنها قطع صغيرة لا يتجاوز حجمها 5 ملم، ويُعتقد أنها تدخل المنتجات اللبنية في مراحل مختلفة من التصنيع. وأشار الباحثون إلى أن عملية تصنيع الجبن، التي يتم فيها إزالة مصل الحليب وتركيز الخثارة الصلبة، تساهم في زيادة تركيز هذه الجزيئات.
نُشرت الدراسة في مجلة npj Science of Food، وتوضح أن مصادر هذه الجزيئات تشمل الأقمشة الاصطناعية، ومواد التعبئة والتغليف البلاستيكية، والمعدات الصناعية، وحتى الألياف المحمولة جوًا داخل مصانع الإنتاج.
ومن أكثر أنواع البلاستيك شيوعًا التي تم اكتشافها: بولي إيثيلين تيرفثالات (PET)، وبولي إيثيلين، وبولي بروبيلين، وهي مواد تُستخدم على نطاق واسع في التعبئة وتصنيع الأغذية. واللافت أن بعض هذه الجزيئات كانت صغيرة جدًا (أقل من 50 ميكرومترًا) لدرجة أنها قد تخترق أغشية الخلايا البشرية وتصل إلى مجرى الدم.
وتُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي توثق وجود البلاستيك الدقيق في الجبن، مما يضيفه إلى قائمة متزايدة من المنتجات الغذائية؛ مثل المياه المعبأة، والزبادي، وحتى حليب الأطفال، الذي ثبت احتواؤه على ملوثات بلاستيكية.
وتدق النتائج ناقوس الخطر بشأن سلامة الأغذية، خصوصًا في ظل محدودية الأبحاث حول التأثيرات الصحية طويلة المدى لهذه الجزيئات. فقد ربطت دراسات على الحيوانات بين التعرض المرتفع للبلاستيك الدقيق وتلف الأعضاء ومشاكل في الإنجاب، بينما تشير دراسات بشرية أولية إلى احتمال ارتباطه بأمراض القلب وسرطان الأمعاء.
ودعا الباحثون إلى إجراء مزيد من الأبحاث العاجلة واتخاذ تدابير تنظيمية للحد من التلوث في مختلف مراحل إنتاج الألبان، وذلك لضمان سلامة المستهلكين على المدى البعيد.
