كلما تقدمنا في العمر ازدادت حساسيتنا لتغيرات درجات الحرارة، ويُعد كبار السن أكثر عرضة للإجهاد الحراري من الشباب.
وفي كثير من الأحيان، تجعل الحالات الطبية الحالية كبار السن أكثر عرضة لمضاعفات إضافية عند ارتفاع درجة حرارة الجو، فعلى سبيل المثال قد يجد الشخص المصاب بأمراض القلب صعوبة في توزيع الدم بشكل صحيح وتبديد الحرارة في جسمه.
بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يتناول كبار السن أدوية قد تؤثر على قدرة الجسم على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة، ويمكن لمدرات البول، وبعض مضادات الاكتئاب أن تقلل من قدرة الجسم على التعرق أو تؤدي إلى الجفاف.
كما يرتبط التقدم في السن غالبًا بأمراض مزمنة مثل داء السكري، وأمراض القلب، وداء الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، ما يزيد من خطر حدوث مضاعفات مرتبطة بالحرارة.
وقد يعاني كبار السن من محدودية الحركة، ما يصعب عليهم العثور على أماكن أكثر برودة أو ضمان حصولهم على ما يكفي من السوائل، وكل هذه العوامل تجعل كبار السن أكثر عرضة لآثار الحرارة والجفاف.
من الضروري ضمان حصول كبار السن على ترطيب كافٍ، خاصةً خلال الطقس الحار حيث يزداد خطر الجفاف.
ومن المهم أن يشرب كبار السن الماء بانتظام طوال اليوم، حتى لو لم يشعروا بالعطش، إذ يخف الشعور بالعطش مع التقدم في السن.
تناول الفواكه والخضراوات الغنية بالماء، مثل البطيخ والخيار والبرتقال، يُعدّ أيضًا وسيلة فعّالة للحفاظ على رطوبة الجسم.
ويُنصح بتجنب المشروبات المُسبّبة للجفاف، مثل الكحول والمشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ لأنها قد تزيد من خطر الإصابة بالجفاف.
بالإضافة لمراقبة كمية السوائل التي يتناولها كبار السن، والتحقق بانتظام من لون بولهم (يجب أن يكون أصفر فاقعًا)، واستخدام التقنيات لتذكيرهم بشرب الماء، كلها عوامل تُساعد على ضمان ترطيب الجسم وحمايته من آثار الطقس الحار.
يُعدّ ارتداء الملابس المناسبة والحماية من الشمس أمرًا أساسيًا لكبار السن لتجنب ارتفاع درجة الحرارة وغيرها من الآثار السلبية للطقس الحار.
ويُساعد اختيار الملابس الخفيفة ذات الألوان الفاتحة والمصنوعة من مواد طبيعية، مثل القطن أو الكتان، على الحفاظ على درجة حرارة الجسم المثلى.
وتعكس الألوان الفاتحة أشعة الشمس، ما يُساعد على تقليل تراكم الحرارة، بينما تسمح القطع الفضفاضة بتدوير الهواء بحرية.
حماية الرأس والوجه من أشعة الشمس المباشرة أمر بالغ الأهمية. وارتداء قبعات عريضة أو قبعات بيسبول، بالإضافة إلى نظارات شمسية مزودة بفلاتر للأشعة فوق البنفسجية، يحمي بفعالية من الآثار الضارة للشمس.
واستخدام واقي شمسي بعامل حماية عالٍ على الأجزاء المكشوفة من الجسم ضروري للوقاية من حروق الشمس وتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد.
تجنب التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات النهار الأكثر حرارة، عادةً بين الساعة العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، والبحث عن الظل عند التواجد في الهواء الطلق.
كما ينبغي على كبار السن تذكر ارتداء أحذية تسمح بتهوية الجلد، ما يعزز الراحة الحرارية ويمنع ارتفاع درجة الحرارة.