مع التقدم في العمر، قد يلاحظ البعض تراجعًا في مستويات الطاقة، إلا أن الشعور الدائم بالتعب لا يُعد أمرًا طبيعيًا ويستدعي الانتباه، إذ قد يشير إلى مشكلة صحية تتطلب التدخل.
وفي هذا الإطار، يؤكد الدكتور أردشير هاشمي، أخصائي طب الشيخوخة، أن الإرهاق المزمن، خاصة إذا أثر على الأنشطة اليومية، يستوجب التشخيص الفوري لتحديد أسبابه ومعالجتها.
وتشير التقديرات إلى أن نحو نصف من تجاوزوا سن 65 عامًا يعانون من التعب المتكرر؛ ما يجعل من الضروري عدم تجاهل هذه الحالة.
ويُفرق هاشمي بين التعب العابر والإرهاق المزمن، موضحًا أن الأخير يستمر لفترات طويلة، يزداد سوءًا مع الوقت، وقد يحد من قدرة الشخص على أداء أبسط المهام اليومية مثل المشي أو ترتيب السرير.
ويشير الخبراء إلى أن التقدم في العمر يزيد من احتمالية المعاناة من التعب بسبب ارتفاع نسب الإصابة بالأمراض المزمنة، حيث توضح الدراسات أن نحو 74% من كبار السن المصابين بحالات صحية مزمنة يواجهون شعورًا دائمًا بالإرهاق.
وفي كثير من الحالات، لا يأتي التعب بمفرده، بل تصاحبه أعراض أخرى قد تسهم في تحديد السبب الرئيس بدقة؛ مما يساعد الأطباء في وضع خطة علاج مناسبة.
وإلى جانب الأسباب المعروفة، يلفت الدكتور هاشمي الانتباه إلى ثلاث مشكلات صحية شائعة، قد تكون خفية وراء الإرهاق لدى كبار السن، وتشمل:
انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء يقلل من إمداد الجسم بالأكسجين؛ ما يسبب شعورًا بالتعب وضعفًا عامًا، وغالبًا ما يصاحبه دوخة وضيق تنفس وتسارع في نبضات القلب.
اضطرابات مثل قصور الغدة الدرقية أو انخفاض هرمونات الإستروجين والتستوستيرون تؤثر على مستويات الطاقة وتسبب الإرهاق.
الاكتئاب، والشعور بالوحدة والعزلة قد تؤدي إلى تعب مزمن، وغالبًا يكون الإرهاق هو العلامة الأساسية في هذه الحالات.
ويشدد الدكتور هاشمي على عدم تجاهل الشعور المستمر بالتعب، خاصة إذا كان مفاجئًا، متكررًا أو يؤثر على القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة، مؤكدًا ضرورة التواصل مع الطبيب لتقييم الحالة الصحية بدقة.