تعرّض الغلوتين، وهو بروتين طبيعي موجود في الحبوب مثل القمح والشعير والجاودار، لانتقادات واسعة في بعض أوساط الصحة والعافية، وغالبًا ما يُلام على التسبب بمشاكل هضمية وغيرها من المشاكل الصحية. إلا أن الخبراء يؤكدون أن هذه السمعة السيئة غير مبررة لمعظم الأشخاص.
وتقول اختصاصية التغذية، كارولين توماسون، لموقع "يو اس توداي"، إن الغلوتين يمنح المخبوزات مثل الخبز والخبز المخمر (الساوردو) قوامها المميز. وغالبًا ما تفتقر المنتجات الخالية من الغلوتين إلى هذا القوام، مما يفسر سبب شعور البعض بأن المخبوزات الخالية من الغلوتين أقل طراوة وهشاشة.
ويشهد الطلب على المنتجات الخالية من الغلوتين ارتفاعًا سريعًا، إذ قدّرت دراسة حديثة أن سوق الغلوتين العالمي بلغ حوالي 7.75 مليار دولار بنهاية العام الماضي، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 13.67 مليار دولار بحلول عام 2030. ومع ذلك، تظهر الدراسات أن الإمدادات في متاجر البقالة لا تلبي هذا الطلب المتزايد بالكامل.
"كبش فداء"
ويُعزى جزء كبير من هذا الاهتمام المتزايد إلى الاعتقاد بأن الغلوتين ضار. يروج كثير من المؤثرين الصحيين عبر الإنترنت للحميات الخالية من الغلوتين لأسباب غير واضحة، مثل تقليل الانتفاخ أو تحسين صحة الأمعاء.
وتحذّر توماسون من أن الغلوتين أصبح "كبش فداء"، وأن تجنبه من دون سبب طبي لن يحل هذه المشاكل بشكل سحري. وتؤكد أنه ما لم تكن هناك حاجة طبية، فإن التخلص من الغلوتين لن يعالج أعراضًا مثل الانتفاخ أو الالتهابات.
وأشارت إلى أن الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، مثل خبز القمح الكامل والشعير، غنية بالألياف وفيتامينات ب والبريبايوتيك التي تدعم صحة الأمعاء، وبالتالي الغلوتين ليس ضارًا بطبيعته للجميع، لكنه قد يكون ضارًا لمن يعانون حالات طبية معينة، مثل مرض السيلياك؛ وهو اضطراب مناعي مزمن يؤدي إلى تلف الأمعاء الدقيقة عند تناول الغلوتين.
ويجب على الأشخاص المصابين بالسيلياك تجنب الغلوتين تمامًا لمنع مضاعفات صحية خطيرة. كما توجد حالات أخرى مثل حساسية القمح لكنها أقل شيوعًا. وتشدد توماسون على أهمية التشخيص المهني بدلاً من التشخيص الذاتي.
باختصار، الغلوتين ضار فقط لمن لديهم حالات طبية محددة، وبالنسبة لمعظم الأشخاص، فإن الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين مغذية وآمنة، وإزالة الغلوتين من دون توجيه طبي قد تؤدي إلى قيود غذائية غير ضرورية.