تفاقمت أزمة تلوث الهواء في عدة مدن إيرانية خلال الساعات الأخيرة، حيث أظهرت صور نُشرت، السبت، وصول التلوّث في عدة مدن إلى مرحلة مقلقة، بالتزامن مع ارتفاع المستويات في طهران وكرج وعدد من مدن خوزستان التي دخلت بعضها نطاق اللون الأحمر.
وأعلنت السلطات في طهران، عن تعطيل الدوام في المدارس والجامعات ليوم غد الأحد، كما اتخذت عدة محافظات الإجراء ذاته من بينها قزوين وزنجان وأذربيجان الشرقية وأصفهان وكرمان وخوزستان وتبريز والبرز وخراسان رضوي وتحويلها إلى التعليم الإلكتروني.
وأعلنت شرطة المرور في تبريز فرض قيود مرورية بسبب سوء جودة الهواء، فيما أكّد مركز التنبؤات الوطني أن استقرار الأجواء سيستمر حتى الثلاثاء ما يعني بقاء المدن الكبرى ضمن مستويات غير صحية بسبب ارتفاع تركّز الملوثات.
وقال رئيس مركز التنبؤ وإدارة مخاطر الطقس، صادق ضيائيان، إن المدن الصناعية والكثيفة السكان ستشهد ازدياداً إضافياً في التلوث خلال هذه الفترة، مع فرص شبه معدومة لتحسن جودة الهواء.

وفي طهران، حذّرت شركة التحكم بجودة الهواء من استمرار انعكاس درجات الحرارة (الانقلاب الحراري)، ما يؤدي إلى تراكم الجسيمات الدقيقة (PM2.5).
وذكر التقرير أن العاصمة طهران شهدت خلال الشهر الماضي 21 يوماً من الهواء غير الصحي للفئات الحساسة.
وفي خوزستان، أعلنت خلية الطوارئ الجوية أن 6 مدن من بينها الأهواز، كارون، شوشتر، ماهشهر، وبهبهان دخلت في الحالة غير الصحية والحمراء.
كما سجّلت كرّج ومحافظات أخرى مثل البرز ارتفاعاً في مؤشرات التلوّث، مع بقاء المؤشرات ضمن النطاق غير الصحي لجميع الفئات.
وتستمر الأزمة رغم مرور سنوات على إقرار قانون الهواء النظيف (2017)، الذي لم تُنفّذ بنوده بشكل كامل.
وتشير بيانات وزارة الصحة إلى أن تلوث الهواء في عام 2024 أدى إلى 59 ألف وفاة في إيران، بمعدل 161 وفاة يومياً.
ويحذّر مختصون من غياب التنسيق بين الجهات الرسمية المعنية في مكافحة التلوث، ما يجعل الأزمة مرشّحة للمزيد من التفاقم وتأثيرها العميق على حياة المواطنين وصحتهم.