في تطور أربك المشهد النووي الإيراني بالكامل، فجّرت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية فاطمة مهاجراني موجة جدل غير مسبوقة بعد تصريح نُسب إليها حول احتمال وقف عمليات تخصيب اليورانيوم.
تصريح انتشر سريعاً في الإعلام المحلي الإيراني، قبل أن تسارع وكالة مهر إلى نفيه، ليترك وراءه سؤالاً مُعلّقاً: ما الذي يجري داخل غرف القرار في طهران؟
التصريح بدا متناقضاً تماماً مع ما قاله قبل يوم واحد كمال خرازي، مستشار المرشد علي خامنئي، حين أكد أن جوهر أي مفاوضات مقبلة سيكون حول "درجة التخصيب… وليس وقفه".
وبين خطابين متضادين، ظهر الانقسام الإيراني إلى العلن لأول مرة بهذا الوضوح.
صحيفة "اعتماد" الإيرانية نقلت على لسان مهاجراني أن "التخصيب لا يجري حالياً"... وأن طهران “تدرس وقف التخصيب تماماً”، وهي جملة تعني—وفق القراءة الغربية—أن إيران تلمح إلى تفكيك الحلقة الأخطر في برنامجها النووي.
تزامن ذلك مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحدث فيها عن اقتراب اتفاق جديد مع إيران وإزالة ما أسماه التهديد النووي عن الشرق الأوسط.
لكن خلف هذا الضجيج السياسي، تكشف مصادر إيرانية أن الضربات الأمريكية والإسرائيلية التي استهدفت منشأة فوردو وغيرها في يونيو أحدثت أضراراً عميقة، ربما دفعت طهران إلى مراجعة خياراتها القسرية.
ووسط هذا التناقض.. النتيجة، اليوم، تفرض نفسها؛ ملف نووي غارق في التضارب… وسؤال واحد يخيّم فوق طهران... هل بات وقف التخصيب مطلباً من قبل طيف سياسي واسع للخروج من عنق الزجاجة؟
