يحلم كل أب وأم بتربية طفلهما على أفضل وجه، وينتهي الأمر بالكثيرين إلى ملاحقة كل صيحة جديدة تُبشر بالنجاح.
ويتم ذلك من خلال تسجيلهم في دورات لا تُحصى، إلى اتباع أساليب التربية الحديثة، وتكون النية صافية، لكن النهج غالبًا ما يُخطئ الهدف.
وفي محاولتهم مواكبة العالم وفقًا لمقال مختص بالتربية، يُحوّل العديد من الآباء والأمهات تركيزهم، دون قصد، من التربية الفعلية إلى الأداء.
والنتيجة تدفع الأطفال إلى سباق التنافس مبكرًا، مع ضيق المجال للاستكشاف أو الفشل أو حتى مجرد أن يكونوا على سجيتهم.
والتربية الحقيقية لا تقتصر على وضع الأهداف، بل على الحضور والصبر أيضًا.
وقد سلّط رائد الأعمال والخبير راجيف خاتي الضوء على هذه المشكلة في منشوره الأخير على لينكد إن.
وكتب راجيف، أنه رغم العيش في عالم زاخر بالمعلومات وسهولة الوصول إليها، فلماذا يزداد العديد من الأطفال ضعفًا وغباءً؟.
وأضاف "هل ننتج من يفكرون كثيرًا أكثر من الذين يحلون المشاكل؟، هل يتجمد الأطفال في موقف العالم الحقيقي رغم التهامهم عشرات الكتب التي تساعدهم على تطوير أنفسهم؟".
وأوضح راجيف، أن لدى الأطفال إمكانية الوصول إلى المعلومات، لكنهم يفتقرون إلى التوجيه، مبينًا أن جيل اليوم غارق في المعلومات، بلا هوية واضحة.
وتابع "لم يكن النظام التعليمي القديم مثاليًّا، لكنه منحنا روتينًا وانضباطًا ورؤية واضحة. كانت هناك خريطة طريق، وإن كانت جامدة، تُرشدنا من مرحلة إلى أخرى في الحياة. أما جيل اليوم، فلا يملك من المعلومات ما يُرسّخه".
وأصبح التعلم يعتمد على الجمع أكثر من التطبيق، حيث تُكدس الدورات عبر الإنترنت كأوراق البوكيمون، ليس لإتقان المهارات، بل للشعور بالإنتاجية.
وتُشغّل الكتب الصوتية بشكل متكرر، وغالبًا ما تُستبدل المحادثات الحقيقية بمرشدين أو تجارب عملية.
بالإضافة إلى أن تطبيق الحياة الواقعية مفقود، وثقافة الاستهلاك المفرط هذه تُولّد التراخي، وتُعطي وهمًا بالتقدم بينما تُعيق النمو الحقيقي.
وما ينقص وفقًا للخبير هو التطبيق والجهد العملي، والنمو الحقيقي لا يتحقق باستيعاب المزيد، بل عندما نأخذ ما نعرفه ونختبره.