نائب المندوب الأمريكي بمجلس الأمن: وزير الخارجية ماركو روبيو قد حلا عبر هدنة إنسانية بالسودان
في الوقت الذي أثار فيه فيلم "الست" عاصفة من الجدل الواسع والانتقادات الحادة التي تتهم صناعه بتقديم "صورة مشوهة" لأم كلثوم تحتوي على "مغالطات تاريخية وطبية"، تبرز مسرحية "أم كلثوم – دايبين في صوت الست" كعمل فني يركز على عظمتها بعيدا عن النقاط الخلافية.
يستعيد العرض، الذي يقام الخميس والجمعة من كل أسبوع على مسرح "موفنبيك 6 أكتوبر"، رحلة الكفاح في حياة "ثومة" ومراحل تحولها من طفلة صغيرة نشأت في ظروف قاسية وسط الحرمان، إلى إحدى أعظم الأصوات النسائية التي حرّكت المشاعر في تاريخ الغناء العربي.
يفتتح مدحت العدل، المؤلف والمنتج، العرض بمشهد المطر في قرية "طماي الزهايرة " التي نشأت فيها أم كلثوم وكيف كانت تشتاق إلى اللعب تحت زخاته مع مثيلاتها من البنات، إلا أنها كانت مجبرة على الذهاب إلى إحياء الأفراح بصحبة والدها إبراهيم البلتاجي.
تمضي المسرحية في استعراض أبرز المحطات الرئيسية في حياة كوكب الشرق، مثل اكتشاف موهبتها على يد الملحن أبو العلا محمد وانتقالها إلى القاهرة برعايته وتشجيعه، ثم حفلاتها الأولى في حديقة الأزبكية واقتحامها عالم السينما وتحقيقها أعلى الإيرادات غنائيا وسينمائيا، والحرب التي أعلنتها عليها المغنية منيرة المهدية الملقبة بـ "سلطانة الطرب" .
تركز المسرحية كذلك على الخلاف بين شقيقها الأصغر خالد وبين الشاعر أحمد رامي الذي يوصف بأنه "الشاعر الخصوصي لسيدة الغناء العربي"، إذ اعترض الأول على فكرة زيارة الثاني بانتظام لثومة في منزلها كي يعلمها اللغة الفرنسية وقواعد السلوك العام أو"الإتيكيت".
تميزت المسرحية بالطابع الغنائي الموسيقي الراقص، لتنقسم الأحداث بين مشهد ثم تعليق بأغانٍ، سواء من تراث أم كلثوم أو أغانٍ جديدة مستحدثة من تأليف مدحت العدل؛ المعروف أيضا كشاعر غنائي قبل أن يكون سيناريست.
تجنب العرض النقاط الجدلية في سيرة أم كلثوم والتي طرحها فيلم "الست" وأثارت انتقادات واسعة، مثل تدخينها السجائر وسقوطها على مسرح الأولمبيا في باريس وعلاقتها المتوترة بأبيها وحرصها على جمع المال، وتعنيفها الشديد لأعضاء فرقتها الموسيقية.
"دايبين في صوت الست" إخراج أحمد فؤاد، بطولة عدد من المواهب المسرحية صاحبة الحضور القوي والتأثير اللافت، مثل أسماء الجمل، وملك أحمد، وهاني عبد الناصر، وسعيد سالمان، وعمر صلاح الدين، وفتحي ناصر.