الفصائل السورية المسلحة تعلن سيطرتها على مدينة سراقب الواقعة في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، بعد اشتباكات عنيفة استمرت يومين مع القوات السورية.
وتعد سراقب من المناطق الاستراتيجية الهامة في سوريا، لموقعها الجغرافي المميز وأهميتها العسكرية في سياق الأزمة السورية الممتدة منذ عام 2011.
وتقع سراقب عند تقاطع طريقين رئيسيين في شمالي سوريا: الأول يربط حلب بدمشق عبر الطريق السريع M5، والثاني يربط حلب باللاذقية عبر إدلب.
ولذا، فإن السيطرة على هذه المدينة تتيح للطرف المسيطر التحكم في حركة الإمدادات العسكرية والنقل التجاري بين مختلف المناطق السورية، ما يجعلها نقطة ارتكاز حيوية في الصراع العسكري.
ومنذ بداية الحرب، كانت سراقب تمثل نقطة وصل بين مناطق يسيطر عليها الجيش السوري وأخرى تسيطر عليها الفصائل المسلحة، ما جعلها هدفًا استراتيجيًا للطرفين.
وأشار مركز "جسور للدراسات" إلى أن خسارة سراقب من قبل الجيش السوري تعني فقدان السيطرة على طريق "M5"، وهو شريان حيوي للإمدادات والنقل بين حلب ودمشق، ما قد يؤثر كثيرًا في استقرار الحكومة السورية في الشمال.
وتؤكد التقارير أن سراقب كانت جزءًا من مناطق النفوذ التركي في إطار دعمها للفصائل المسلحة المعارضة، فيما تعد في الوقت نفسه جزءًا من مناطق النفوذ الإيراني وأذرعها مثل حزب الله و"فاطميون".
وهذا التنافس بين القوى الإقليمية جعل سراقب ساحة معركة محورية في الصراع السوري، في ظل محاولات كل طرف تعزيز نفوذه في المنطقة.
وكانت المدينة شهدت معارك حاسمة في السنوات الماضية، أبرزها في عام 2020 عندما استعادت القوات السورية المدينة بعد معركة عنيفة، ما سمح لها بالتحكم مجددًا في الطريق السريع M5.