تمكن موقع "إرم نيوز" من التواصل مع عدد من شهود العيان من أهالي حلب، رغم الأوضاع العصيبة والحصار الذي ضربه المسلحون الذين دخلوا المدينة بالفعل.
وكشف الأهالي عن تفاصيل الساعات القاسية التي يعيشونها الآن، والتي أعادت لأذهانهم أجواء فوضى ما بعد عام 2011 الدموية.
ورفض الشهود ذكر أسمائهم حتى لا يستهدفوا من المهاجمين، إذ نوردهم بأسماء مستعارة بالاتفاق معهم.
وطالب الشهود بتدخل أممي فوري لإنقاذهم من كارثة حقيقية مع سقوط المدينة في أيدي الجماعات المسلحة من فلول "النصرة" و"هيئة تحرير الشام".
الموظف الخمسيني "علي" أكد أن هناك ترتيبات لأعمال انتقام ضد أهالي حلب، لأنهم كانوا شركاء في تحرير أغلب المدن السورية عام 2011.
وكشف علي عن تعرض منزله ليلًا لشظايا هجمات قريبة، وقال إن الأهالي في حالة رعب، وإن الحديث عن نازحين أمر غير صحيح، لأن الفصائل المسلحة المهاجمة حاصرت حلب من كل جانب، ولا يمكن الخروج منها.
ومن جهته، اتهم "محمد" الإسرائيليين والأتراك والأمريكيين بأنهم وراء عودة الفصائل المسلحة بهذه القوة والتطور، وقال إن هذا ليس كلامه فقط، وإن الكل يتحدث في الشارع الحلبي الآن عن "خيانة" من قبل روسيا، بحسب تعبيره.
ورأى أن روسيا تستهدف تفريغ المشهد من بقايا الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، لتملأ هي الفراغ.
ويؤكد محمد أن المهاجمين قدم أغلبهم من إدلب وما يسمى بمناطق "خفض التوتر"، وتعرف بين السوريين بمناطق "بوتين-أردوغان"، حيث واجهوا الجيش السوري الذي يعاني من شواغر بخروج عناصر كثيرة منه، بحسب قوله.
وأضاف: تغلب المسلحون على الجنود السوريين الموجودين في النقاط الفاصلة، ودخلوا مدينة حلب نفسها في 24 ساعة فقط، وأصبح لديهم أسرى الآن.
ويقول التاجر السوري "قاسم"، الذي نقل حياته إلى حلب منذ سنوات قليلة، إن المسلحين لديهم كل أنواع الأسلحة بما فيها الطائرات دون طيار، وواضح جدًا مدى استعداداتهم وتدريباتهم، لدرجة الدخول السريع وإسقاط حلب بهذه الطريقة.
وأضاف: أغلبهم من جنسيات دول آسيا الوسطى الإسلامية، وتمكنوا من قتل العديد من الإيرانيين وعناصر حزب الله، الذين كانوا يحاولون إنقاذ الوضع لصالحهم، خاصة أن أغلبهم اختفى تحت تأثير الاستهدافات الإسرائيلية.
وتابع قاسم قوله إن المسلحين طمأنوا السكان في المناطق التي سقطت في أيديهم، لكنّ لديهم ثأرًا كبيرًا منهم، ويعرف الأهالي أن ما يبديه المسلحون ليس الحقيقة وأنهم يترقبون انتقامهم إذا استقروا في المدينة.
وتوقعت السيدة "هند" زوجة الموظف الخمسينى "علي"، انهيار الأوضاع الإنسانية في وقت وجيز لأنها أساسًا بالكاد تسير.
وأوضحت أن المسلحين يتقدمون بسرعة، ووصلوا للتلال الاستراتيجية المسيطرة على المدينة، "ويعرفون ماذا يفعلون ولا يتحركون عشوائيًا، كأنّ هناك من خطط لهم وأمدهم بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، لأن استهدافاتهم محددة".
وانقطع الاتصال مع الأهالي عدة مرات بسبب ضعف الاتصالات، والتوترات في الشارع حاليًا، وسط تحرك لـ"عصابات النهب والخلايا النائمة" في المدينة لنشر الرعب بين الأهالي، وفق تأكيد الشهود.