عبر هجمات متفرقة اختلفت في الشكل واتفقت في المضمون واستهدفت قوات الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تنظيم داعش يصب الزيت على نار الشمال السوري بهدف بث الفوضى وتأكيد وجوده على الأرض، بعد مرور قرابة 5 سنوات على إعلان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة القضاء عليه، وطرده من آخر معاقله في شرقي سوريا في مارس 2019 خلال معركة الباغوز..
التقارير التي تحدثت عن عودة داعش لبناء نفسه في البادية السورية بعد أعوام من انخفاض قدرته كثيرة اعتمدت في تفاصيلها على العمليات التي نفذها التنظيم على الأرض..
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن خلايا التنظيم نفذت 27 عملية خلال شهر نوفمبر من عام 2024، توزعت بين مناطق سيطرة "قسد" والجيش السوري، وأسفرت عن قتل 14 شخصًا، بينهم 5 مدنيين، ونال ريف دير الزور النصيب الأكبر من تلك العمليات بـ22 هجومًا أصاب صهاريج نفط، ونقاطًا عسكرية وقيادات محلية..
بينما شهد ريف الحسكة والرقة 4 عمليات، منها تفجير عبوة ناسفة وخطف وقتل عناصر عسكرية، كما شهد ريف حلب هجومًا أدى إلى قتل عنصرين من العسكريين.
ويأتي نشاط التنظيم بالتزامن مع اشتعال الشمال السوري، في ظل تصعيد عسكري متواصل بين الفصائل المسلحة وقوات الجيش السوري أسفر عن قتل 242 شخصًا على الاقل، بعد عملية شنت فيها فصائل مسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" هجومًا واسعًا ضد قوات الجيش السوري للسيطرة على عدة مواقع بريفي حلب وإدلب، وأكدت مصادر عدة أن التحضير لها بدأ قبل عدة أشهر..
بالانتقال إلى البادية السورية والعودة للحديث عن داعش، واصل التنظيم عملياته عبر الكمائن والهجمات مستفيدًا من طبيعة البيئة الصحراوية لتنفيذ الهجمات المباغتة ونشر الألغام ونصب المكامن والكر والفر.
وبحسب محللين، فإنه من الصعب إدراك أو تقدير حجم قواته وعدد عناصره لأسباب، أهمها هو وجود الخلايا النائمة سواء التي تم تجنيدها حديثًا أو تلك التي استطاعت الهرب من الملاحقة، إضافة إلى انتشاره في أماكن نائية، إذ وصل عدد العمليات التي نُفذت على يد عناصره إلى أكثر من 13 عملية أسفرت عن قتل 18 من قوات الجيش السوري.
وبهدف شل تلك الهجمات أو القضاء عليها، شن طيران الجيش السوري غارات جوية على مواقع التنظيم في البادية السورية، كما نفذت "قسد" والتحالف الدولي 8 عمليات أمنية مشتركة، أسفرت عن اعتقال 116 عنصرًا من التنظيم وقتل أحدهم..
لكن تلك العمليات العسكرية والأمنية على اختلافها، لم تظهر قدرة واضحة على الحد من نشاطه المتزايد، إذ يواصل التنظيم إرسال رسائل تؤكد استمراره، فيما لا يزال مصير آلاف المختطفين مجهولًا، بمن فيهم شخصيات بارزة، مثل الأب باولو دالوليو والمطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم..