تشهد جبهة مقاطعة زابوريجيا الأوكرانية تطورات حاسمة في الحرب الدائرة، حيث تسعى القوات الروسية لاختراق عاصمة المقاطعة، التي تعد هدفًا استراتيجيًا رئيسيًا بسبب موقعها الصناعي واللوجستي.
ويُشير هذا التقدم إلى استراتيجية "التآكل التدريجي"، حيث حققت روسيا مكاسب أرضية تصل إلى 261 كيلومتر مربع في زابوريجيا منذ يناير 2025، لكن بتكلفة عالية في الأرواح والمعدات، وسط مخاوف نووية قد تحول دون تصعيد أكبر.
ولمواجهة هذا التقدم، أقامت القوات الأوكرانية خطين دفاعيين رئيسيين في وسط وشمال المقاطعة، مدعومين بتحصينات ميدانية ودعم مدفعي مكثف.
ومع ذلك، نجحت القوات الروسية، رغم التحديات، في التسلل إلى المناطق الجنوبية من مقاطعة دنيبرو والمناطق الشرقية من زابوريجيا، حيث سيطرت على عدة بلدات صغيرة، آخرها بلدة فيربوفا في أواخر سبتمبر 2025.
هذا التقدم يقرب الروس من طريق R-85 الاستراتيجي، الذي يربط مدينة بكروفسكا في جنوب دنيبرو بمدينة غولياي بول في شرق زابوريجيا.
ويُعد هذا الطريق هدفًا حاسمًا، إذ تعمل القوات الروسية على عزله لفصل جبهة جنوب دنيبرو عن جبهة شرق زابوريجيا، مما يضعف التنسيق الأوكراني.
وفي حال السيطرة على R-85، ستُهدد القوات الروسية مدينتي غولياي بول وأوريخيف، وهما نقطتان دفاعيتان أساسيتان.
سيطرة الروس عليهما ستسمح باختراق الخط الدفاعي الأوكراني الأول، ثم الثاني، ما يقربهم من الهدف الأكبر: مدينة زابوريجيا نفسها.
ومع ذلك، يعيق هذا التقدم أزمة محطة زابوريجيا النووية، التي فقدت الطاقة الخارجية منذ 23 سبتمبر 2025 بسبب قصف متبادل، وتعتمد الآن على مولدات الديزل الاحتياطية لأكثر من أسبوعين.
هذه الأزمة، التي أثارت إنذارات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد تُبطئ العمليات العسكرية وتزيد من الضغوط الدبلوماسية، خاصة مع محادثات السلام الأمريكية تحت إدارة ترامب.