تحذيرٌ واحد، كان له وقع الصاعقة على الشارع العراقي. جملة قصيرة، خرجت من فم صحفي، أشعلت نار الاستنفار في مدن كاملة.
"هناك من يخطط لاغتيال مقتدى الصدر"... إنذار حمل معه توتراً سياسياً وأمنياً، بدا وكأنه ينتظر شرارةً للانفجار.
في العراق، لم يكن غريباً أن تتحول الكلمات إلى حشود، وأن تتحول الحشود إلى استنفار، والساحات إلى رسائل واضحة للجميع: الخطوط الحمراء ما زالت قائمة والشارع لم يهدأ بعد.
تسجيل مصوّر نشره الصحفي علي فاضل، حمل تحذيراً لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من محاولة اغتيال مزعومة بطائرة مسيّرة، خلال زيارته لمرقد والده في النجف.
التحذير جاء بصيغة مباشرة، ومن دون مواربة، فانطلقت الشرارة.
في ساعات، امتلأت شوارع بغداد والبصرة والناصرية بالحشود. أنصار التيار الصدري نزلوا للتعبير عن قلقهم واستعدادهم لأي طارئ.
في الوقت نفسه، ظهرت عناصر سرايا السلام، الذراع المسلح للتيار، منتشرة في عدد من المحافظات، وسط مراقبة صامتة من الأجهزة الأمنية.
حتى الآن، ليس هناك تأكيد ولا نفي رسمي، لا من الجهات الأمنية، ولا من المكاتب السياسية المعنية.
لكن المشهد ليس جديداً على الساحة العراقية…
فالتسريبات، والتحذيرات، والتحركات المفاجئة، باتت جزءاً من المشهد العام، خاصة في فترات الاحتقان.
تتزامن هذه التطورات مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، وسط أجواء من التوتر السياسي والانقسام بين التيار الصدري وخصومه داخل الإطار التنسيقي.
وبين التصريحات، والتأويلات، والتحركات على الأرض، يبقى الشارع العراقي هو الأكثر تأثراً، وهو من يدفع ثمن كل أزمة.