يبدو أن عقارب الحل في ساعة غزة قد اقتربت.. المعركة لم تُحسم بالقنابل أو الغارات بل بأسماء وأوراق.. الرهائن في غزة أصبحوا الورقة الأقوى، والكلمة السرّ التي قلبت موازين القوى.. إسرائيل التي كانت تصرح بأنها ستستمر في الهجوم حتى النهاية، وجدت نفسها فجأة تحت ضغط لم تتوقعه أولا من ترامب وثانياً من حماس.
في تل أبيب كان المشهد مفاجئاً.. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن وقف الهجوم على غزة بعد ساعات فقط من دعوة ترامب صراحة لإيقاف الغارات.. مكتب نتنياهو تحدث عن التعاون الكامل مع الرئيس ترامب، في مؤشر واضح على أن القرار لم يكن محلياً بالكامل بل جاء بناءً على ضغط خارجي مباشر.. لكن ماذا عن حماس؟
الحركة التي ردّت على خطة ترامب بنعم ولكن.. نجحت عملياً وفق مراقبين في فرض نفسها كلاعب سياسي على الطاولة مستغلة ورقة الرهائن ومفاوضات الوسطاء في قطر ومصر.. الرد الجزئي لحماس أعطى إسرائيل غطاءً سياسياً للتراجع، وأجبرها على إعادة تقييم خطواتها العسكرية.
الرهائن هنا ليسوا مجرد أسماء أو أسرى بل سلاح سياسي ووسيط حرب.. ترامب استخدم ورقة الضغط الأمريكي، وحماس استخدمت ورقة الرهائن، ونتنياهو وجد نفسه عالقاً بين مطرقة السياسة وسيف الحرب.. إسرائيل علناً رضخت لضغط ترامب وواقعاً اضطرت لمواجهة قوة حماس السياسية وإستراتيجية التفاوض.
النتيجة.. توقف القصف وفتح باب المفاوضات، وإعادة تعريف موازين القوى في المنطقة.. الهزيمة الناعمة لإسرائيل، أو ربما الانكسار السياسي قبل العسكري، يطرح سؤالاً أكبر.. من يملك القرار في غزة الآن؟ ترامب أم حماس، أم الواقع نفسه الذي لا يُسيطر عليه أحد؟