بين قبول حماس لخطة ترامب ووقوفها عند بعض البنود، تتجه الأنظار نحو اتفاق نهائي ينهي قرابة العامين من الحرب في غزة، بالتزامن مع مرونة في تعاطي حماس مع هذه الخطة، الأمر الذي أشعر إسرائيل بالصدمة، بعدما كانت تتوقع رفضا كاملا لأي اتفاق، على غرار سابقيه.
موافقة حماس وإن كانت "جزئية" وصفها مراقبون بـ"المناورة الجريئة" أكثر من كونها تنازلا حقيقيا، فالإعلان، الذي جاء بسرعة غير متوقعة، فتح باب الأسئلة على مصراعيه، هل تمضي حماس فعلا نحو تسوية سياسية؟ أم أنها تراهن على كسب الوقت وخلط الأوراق؟
داخل أروقة الحركة، لا يبدو المشهد موحدا، ووصفته صحيفة "وول ستريت جورنال" بـ"الانقسام الداخلي"، فبين جناح سياسي يرى في الخطة فرصة لوقف نزيف الدم وإعادة إعمار غزة، وجناح عسكري يعتبر أن الحديث عن "نزع السلاح" هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه، تتسع الفجوة ويعلو الجدل حول مستقبل الحركة وموقعها في أي ترتيب قادم..
بعض الأصوات داخل حماس تخشى أن تكون الموافقة على الخطة مقدمة لتجريد الحركة من أدوات قوتها، فيما يراهن آخرون على أن القبول الجزئي قد يمنح حماس مكاسب سياسية ويُحرج إسرائيل أمام العالم.
وفي المقابل، وجدت إسرائيل نفسها أمام مرقف لم تألفه عبر شهور الحرب، فموافقة حماس السريعة على خطة صاغها ترامب وضعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في زاوية ضيقة، إذ بات عليه أن يبرر رفضه أمام خطة تبنتها واشنطن ووافقت حماس على بعض بنودها بسرعة قياسية، في موقف أحرج إسرايل سياسيا، فيما كانت تراهن على رفض حماس من أجل تبرير استمرار العمليات العسكرية في غزة، وهو ما تواصله بعد إعلان الموافقة الأولية لحماس، وبوتيرة عالية.
اليوم، تتجه الأنظار إلى ما بعد هذه الموافقة، هل تنجح واشنطن في فرض تسوية جديدة تُنهي الحرب، أم أن الانقسامات داخل حماس وهدف إسرائيل المتأصل بالقضاء على الحركة تماما سيعيدان عقارب الساعة إلى نقطة الصفر؟