بين المفاوضات والميادين، تنقسم حماس بين رؤيتين لمستقبل غزة.
في الدوحة، تبدو القيادة السياسية أقرب إلى قبول خطة ترامب.. صفقة معقّدة، تتحدث عن هدنة، ورهائن، ونزع السلاح، لكن في شوارع غزة المحطّمة، الرؤية مختلفة.
القيادات العسكرية للحركة ترى في الخطة استسلامًا ناعمًا، مغلّفًا بكلمات دبلوماسية.
عز الدين الحداد، القائد الجديد بعد اغتيال السنوار، يُبدي استعدادًا لتسليم الصواريخ الثقيلة لمصر أو الأمم المتحدة، لكن البنادق، لا تسليم لها.. هي آخر ما تبقى للحركة من "هيبة المقاومة"، على حد قوله.
المشكلة الأكبر، وفقا لما نقلته وول ستريت جورنال، أن المقاتلين أنفسهم، الجيل الجديد الذي وُلد في الحصار، وكبر في القصف، لا يثق بأي اتفاق.
الخطة تشترط تسليم السلاح وإطلاق 48 رهينة خلال 72 ساعة. ثلاثة أيام لإنهاء عقود من القتال.. الوقت ليس كافيًا ولا القناعة حاضرة.
في المقابل، إسرائيل تلوّح بقبول مشروط، وواشنطن تواصل الضغط عبر قنوات دبلوماسية مكثفة.
الوسطاء العرب يسابقون الزمن لإبقاء نوافذ الحوار مفتوحة.
في هذه الأثناء، تبقى غزة تحت النار والقرار داخل حماس محكوم بميزان دقيق، بين الاعتبارات الميدانية والحسابات السياسية.