ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
تُعرّض خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب في غزة، والتي قبلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الائتلاف اليميني المتشدد في إسرائيل لخطر الانهيار، بعد صموده نحو عامين، لكن تقريراً لموقع "المونيتور" يستبعد انهياراً "سريعاً" للحكومة.
ولم ينتظر زعيما الحكومة اليمينيان المتطرفان، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب الصهيونية الدينية، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، زعيم حزب القوة اليهودية، عودة نتنياهو من واشنطن يوم الثلاثاء قبل أن ينتقداه بشدة لرضوخه لضغوط ترامب، وقبوله بـ "خطة الاستسلام" وفق وصفهما.
وبينما لم يهدد أي منهما بالاستقالة، فإن الانتخابات المقرر إجراؤها في أكتوبر/تشرين الأول 2026 قد تدفعهما إلى الانسحاب وتعزيز دعم ناخبيهما المتشددين، وفق تقرير "المونيتور".
وكانت الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي، الذي كان حتى وقت قريب محبوبا لدى اليمين في إسرائيل، بمثابة صفعة قوية لكل من سموتريتش وبن غفير، اللذين كانا يحلمان بموافقة الولايات المتحدة على ضم أراضي الضفة الغربية، وتهجير سكان غزة الفلسطينيين البالغ عددهم مليوني نسمة، واستئناف الاستيطان اليهودي في القطاع.
ووضعت خطة ترامب وتأييد نتنياهو الوزراء في موقف صعب مع قواعدهم الشعبية في الوقت الذي يكافحون فيه لتفسير سبب قيام رئيس الوزراء الذي دعموه الآن بدعم خطة يعارضونها بشدة.
ولم يفشل رئيس الوزراء في تحقيق قائمة أمنياتهم فحسب، بل أجبره ترامب على الاتصال بنظيره القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني والاعتذار له عن محاولة إسرائيل في التاسع من سبتمبر/أيلول اغتيال كبار مسؤولي حماس في الدوحة.
ومن خلال الموافقة على المخطط لإنهاء الحرب التي استمرت عامين، لم يضع نتنياهو جانباً مطالب المتطرفين بمواصلة القتال حتى "النصر الكامل" والقضاء على حماس فحسب، بل إنه احتضن ضمناً أيضاً أسوأ كابوس لهم: الطريق إلى إقامة دولة فلسطينية.
وذكْر هذا الخيار في خطة ترامب كان يثير دائماً مقارنات مع اتفاقيات أوسلو الإسرائيلية الفلسطينية لعام 1993، التي تم توقيعها في البيت الأبيض، وهي الصفقة التي اعتبرها نتنياهو وأنصاره منذ ذلك الحين "خطأً تاريخياً".
وهاجم سموتريتش نتنياهو بشكل مباشر، ووصف موافقته على ترامب بأنها "مأساة قيادة تهرب من الواقع"، مضيفاً "سيُجبر أطفالنا على القتال في غزة مرة أخرى".
مع ذلك، لا يزال بن غفير وسموتريتش يدرسان خياراتهما؛ إذ نقل موقع "المونيتور" عن عضو كنيست عن الصهيونية الدينية، شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن الحزب يواجه "معضلة كبيرة: هل يستقيل فوراً أم ينتظر حتى يفشل الاتفاق".
وأصدر بن غفير تعليمات لجميع ممثليه بعدم التعليق علناً على خطة ترامب، لكن في اجتماع مجلس الوزراء الذي عقده نتنياهو عند عودته، وصف زعيم حزب القوة اليهودية الاتفاق بأنه "خطر على أمن إسرائيل"، كما قال إن "هذا الاتفاق السيئ يُتيح إمكانية قيام دولة فلسطينية ".
واستقال بن غفير من الحكومة في يناير/كانون الثاني احتجاجاً على اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح رهائن مع حماس، لكنه عاد إلى منصبه بعد ذلك بوقت قصير.
ووفق مصادر سياسية إسرائيلية، فإن بن غفير وسموتريتش لا يرغبان في إجراء الانتخابات قبل موعدها المحدد، أما الأخير، فوضعه أشد خطورة؛ إذ تُظهر استطلاعات الرأي أنه بالكاد سيتجاوز العتبة الانتخابية لدخول الكنيست لو أُجريت الانتخابات الآن، بينما يتمتع حزب بن غفير بحضور قوي في الكنيست، بل ويقترب من أرقام ثنائية الرقم في المجلس التشريعي المكون من 120 مقعداً.
ويرى تقرير "المونيتور" أن نتنياهو بموافقته على اقتراح ترامب، دخل في مخاطرة محسوبة؛ إذ إنه حتى لو تم تقديم موعد الانتخابات إلى ربيع عام 2026، فسيكون قد نجا من فترة رئاسية شبه كاملة، رغم المأساة الفادحة التي وقعت في عهده.
أما بالنسبة لسموتريتش وبن غفير، فإن ضم واستيطان الأراضي هو الهدف النهائي، لكن نتنياهو، الذي يبلغ من العمر 76 عاما تقريباً وهو أطول رئيس وزراء في إسرائيل خدمة، مهتم أكثر بإرثه.
ومن المرجّح أن يحاول نتنياهو استرضاء سموتريتش وبن غفير، ربما بتخصيص ميزانية إضافية لتطوير مستوطنات الضفة الغربية أو تعديلات على خطة ترامب. لكن أفضل رهان له هو أن يأمل أن تُفشل دعوة حماس لمزيد من المفاوضات حول التفاصيل خطة ترامب وتحل معضلة رئيس الوزراء الإسرائيلي.