تتمركز غالبيتهم العظمى في الجنوب السوري، وتحديدًا في محافظة السويداء، أو ما يُعرف بجبل العرب، مع توزع ديمغرافي لهم في مناطق سورية أخرى، أبرزها في ريف دمشق، وفي منطقتي جرمانا وأشرفية صحنايا، اللتين كانتا شاهدتين على معارك عنيفة في الأيام الماضية.
طائفة الموحدين الدروز، أو "بني معروف" كما يُلقبون، من هم؟ وما هي اختلافاتهم مع الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع؟
يرجع تاريخ وجود الموحدين الدروز في سوريا إلى مئات الأعوام، وفي العام 1925، لعبوا دورًا محوريًا في مقاومة الاحتلال الفرنسي لسوريا، إذ رفضوا مشروع تأسيس دولة درزية، وأشعلوا شرارة الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش، ومنذ اندلاع الثورة السورية العام 2011، حاول الدروز اتباع سياسة الحياد تجاه الصراع بين النظام والمعارضة؛ ما أثار حفيظة النظام السوري، الذي رأى في هذا الموقف تهديدًا لشرعيته، سيما مع تشكيل فصائل محلية في السويداء، نشأت في سنوات الثورة السورية الأخيرة، وفرضت منعًا لأي تجيند إجباري لأبناء المحافظة مع جيش النظام السابق.
بعد سقوط نظام بشار الأسد، طالب الدروز حكومة دمشق الانتقالية، بسن دستور يضمن حقوق السوريين وفق بيانات أطلقها شيخ الطائفة في المحافظة حكمت الهجري، وهو الأمر الذي لم يتحقق مع الوقت، تزامنًا مع رفض الفصائل المحلية في السويداء والمناطق المذكورة سلفًا بريف دمشق بتسليم سلاحها الخفيف والمتوسط، وحصره بيد الدولة؛ الأمر الذي فجر أكثر من حادثة اشتباك بين هذه الفصائل وعناصر تقول الحكومة السورية إنها تتبع لفصائل خارجة عن سيطرتها.
تتمثل مطالب الدروز في سوريا بعدة نقاط، أولها تكوين سلطة من كافة ألوان ومكونات الشعب السوري مع دستور ضامن لحقوق الجميع، وثانيها سيطرة أمنية كاملة على المحافظة، يديرها حصرًا أبناء الطائفة الدرزية، وثالثها الاحتفاظ بسلاحهم الموجود في المحافظة للدفاع عن النفس.
بينما وعلى المقلب الآخر، تتذرع إسرائيل التي يعيش فيها عدد من الجالية الدرزية، بحماية هذه الأقلية، سيما وأن جغرافيا محافظة السويداء، تقع على الحدود الإسرائيلية؛ الأمر الذي تسعى إسرائيل لاستغلاله بمنعها لأي تواجد عسكري من حكومة دمشق هناك، فهي ومنذ اليوم الأول لاستلام السلطة من قبل أحمد الشرع، ترفض هذه الحكومة وتصفها بـ التكفيرية.
وبخلاف المشاكل التي دارت خلال شهور بعد سقوط نظام الأسد، بين حكومة دمشق وفلول للنظام في الساحل السوري، تزامنًا مع هوة واسعة لحكومة دمشق مع قوات سوريا الديمقراطية والمكون الكردي شرقًا، يبقى ملف الدروز في سوريا الأكثر حساسية وفق مراقبين، لعلاقة إسرائيل فيه جغرافيا في الجنوب السوري أولًا، وحساسية تعامل الحكومة السورية الأقليات في سوريا أمام المجتمع الدولي ثانيًا.
