في قلب المواجهة الاقتصادية الأعنف في التاريخ الحديث، تتبادل الصين والولايات المتحدة الاتهامات بانتهاك الهدنة التجارية الهشة التي أُبرمت قبل أشهر قليلة فقط. من جهة، تتهم بكين واشنطن باتباع سياسات تقييدية وفرض قيود قاسية تهدد مصالحها الحيوية.
ومن جهة أخرى، تتهم واشنطن الصين بالتباطؤ المتعمد في تنفيذ الاتفاق، خاصة في ملف المعادن النادرة الاستراتيجية التي تُشكّل العمود الفقري لصناعاتها الحيوية.
لكن هذه ليست مجرد خلافات تجارية سطحية، بل هي صراع وجودي بين عملاقين يتنافسان على السيطرة على النظام الاقتصادي العالمي ومستقبل التكنولوجيا.
تفرض واشنطن قيودا غير مسبوقة، مثل إلغاء تأشيرات الطلاب ووقف تصدير تقنيات متطورة، في محاولة للضغط على بكين، التي ترد ببطئ مدروس وحذر، كأنها تخوض لعبة شد الحبل المصيرية.
المعادن النادرة ليست فقط مواد خام، بل أصبحت ورقة ضغط استراتيجية بيد الصين، وتلك المساومات قد تؤدي إلى تصعيد خطير يهدد بإعادة فرض الرسوم الجمركية، ما يعرقل سلاسل التوريد العالمية ويعمق جراح الاقتصاد العالمي المتعب.
في ظل هذه التوترات المتصاعدة، يواجه الرئيس الأمريكي ضغوطاً داخلية تدفعه لتشديد الموقف، ما يجعل احتمال اندلاع حرب تجارية بلا هوادة أقرب من أي وقت مضى.
رغم أن هناك نداءات للحوار ومباحثات قد تجمع قادة القوتين، إلا أن خطوات الانتقام المتبادلة تشي بأن الطريق إلى السلام محفوف بالمخاطر.
في النهاية، ما نراه اليوم ليس مجرد حرب تجارية، بل هو صراع مصيري على الهيمنة، حيث لا مكان للضعفاء ولا هوادة في المعركة.. فهل نشهد بداية فصول جديدة من الصراع؟ أم أن الحكمة ستحكم وتحول دون انزلاق العالم إلى مواجهة بلا رحمة؟